لن تستلمها الأمم المتحدة بسبب سياسات ترامب.. شحنة قمح أمريكية في طريقها إلى عدن معرضة للتعفن أو “النهب”

بسبب القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن وقف الدعم للبرامج الأممية، يبدو أن شحنة تجارية محملة بالقمح تواجه خطر التعفن أو النهب بعد أن تصل إلى ميناء عدن في منتصف مايو المقبل.
السفينة التجارية أبحرت من ولاية أوريغون الأمريكية في وقت سابق من شهر أبريل الماضي، متجهة إلى ميناء عدن، إلا أنه حين تصل هذه السفينة إلى الميناء منتصف مايو 2025 لن يكون هناك تقريباً أي شخص مخول باستلام شحنة القمح وتخزينه وضمان توزيعه على جنوب اليمن الذي يعاني كثير من سكانه من الحاجة الماسة للغذاء.
السبب إنهاء العقود
وتقول شبكة “سي إن إن” الأمريكية في تقرير اطلع عليه بقش، إن الشحنة قد تتعفن في الميناء أو تُنهب، ما لم تتدخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرةً إلى أن الشحنة تواجه “مصيرها الغامض” كنتيجة مباشرة لـ”الانهيار المذهل” للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
حيث قامت الوكالة بإلغاء عقود المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك تلك المخصصة لليمن و أفغانستان.
وإذا لم تُستأنف هذه العقود، فإن برنامج الأغذية العالمي لا يملك السلطة، فضلاً عن التمويل اللازم، للتعامل مع هذا القمح.
وقد أعادت الوكالة الأمريكية بعض التمويل لعمليات برنامج الأغذية العالمي في عدة دول مثل سوريا و لبنان و العراق و الأردن، لكن عقود المساعدات في اليمن، وكذلك في أفغانستان، لا تزال مقطوعة وفق متابعات بقش.
وحتى تلك المنظمات التي مازال لديها عقود سارية مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يبقى مستقبلها هي الأخرى غامضاً للغاية، وفقاً لسي إن إن.
وسبق أن أعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه العميق من إشعارات إيقاف التمويل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعد الداعم الأكبر، واعتبر البرنامج أن هذا القرار بمثابة حكم بالإعدام على ملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع الشديد والمجاعة، وقال إنه على تواصل مع إدارة ترامب لطلب توضيحات وللمطالبة بمواصلة دعم هذه البرامج.
وفي السياق تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن نحو نصف سكان اليمن (17 مليون نسمة) يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بعد مرور 10 سنوات على الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وانهيار قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وسط استمرار الانقسام النقدي وتفاوت قيمة الريال بين مناطق السلطتين بـصنعاء وعدن.