“حرب حصص السوق”.. أسعار النفط في تراجع دون 60 دولاراً بفعل زيادة إنتاج “أوبك+”

الاقتصاد العالمي | بقش
يتوقع محللون نفطيون تراجُع أسعار النفط العالمية إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل بعد قرار تحالف “أوبك+” أمس السبت تطبيقَ زيادة حادة في إنتاج النفط لشهر يونيو 2025، بمقدار 411 ألف برميل يومياً، لتتراجع الأسعار إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل.
فقد قررت ثماني دول أعضاء في “أوبك+” زيادة الإنتاج وعلى رأسها السعودية وروسيا، ليزداد بمقدار 411 ألف برميل يومياً، كما في مايو، في حين كانت الخطة الأولية تنص على زيادة قدرها 137 ألف برميل فقط حسب اطلاع بقش. وخلال أبريل الماضي، زادت هذه الدول إنتاجها لشهر مايو بمقدار 411 ألف برميل يومياً أيضاً، وهو ما أدى لانخفاض أسعار النفط دون 60 دولاراً للبرميل، ليُضاف تأثير هذا القرار إلى تأثيرات فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة.
ووفق بيانات دولية يتتبعها المرصد الاقتصادي بقش، فإن ما دون 60 دولاراً يُعد أدنى مستوى لأسعار النفط العالمية منذ أربع سنوات.
وسيعقد تحالف “أوبك+” في 28 مايو الجاري اجتماعاً لمناقشة أوضاع السوق والتخفيضات الطوعية، والتخفيضات على مستوى المجموعة بمقدار 3.6 مليون برميل يومياً، المعمول بها حتى نهاية عام 2026.
السعودية تنتهز الفرصة بسبب حصص الدول
يتوقع جورج ليون، مسؤول في فريق أسواق النفط بشركة “ريستاد إنيرجي” الاستشارية للطاقة، أن يؤدي إنتاج “أوبك+” المرتفع إلى خفض أسعار النفط في الفترة المقبلة، ومن الممكن أن تنخفض الأسعار لما دون 60 دولاراً للبرميل. أما وكالة “بلاتس” التابعة لشركة “ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس”، فقدّرت سعر خام برنت المُؤجّل عند 61.405 دولاراً للبرميل في 02 مايو، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2021.
أما أرن لوهمان راسموسن، رئيس قسم الأبحاث في Global Risk Management، فيرى أن السبب الرئيسي من زيادة إنتاج النفط هو الضغط على الدول التي تخرق حصص الإنتاج، حيث تنتهز السعودية الفرصة لاستعادة حصتها السوقية، ليس فقط من الدول التي تخرق حصص الإنتاج في “أوبك+”، بل أيضاً من الدول غير الأعضاء في “أوبك+” مثل الولايات المتحدة، لكن الأرجح هو أن تستمر حرب حصص السوق هذه لبضعة أشهر.
وعلى الأرجح قد يصل سعر خام “برنت” إلى 56-58 دولاراً خلال تداول الأسبوع المقبل، إلا أنه نظراً لطبيعة التجارة قد ينخفض سعر برنت إلى 50 دولاراً للبرميل، وفقاً لتوقعات راسموسن.
وتشعر السعودية (التي تُعد القائد الفعلي لأوبك+) بإحباط متزايد من ضعف امتثال العراق وكازاخستان، إضافة إلى ضغوط سياسية خارجية، إذ طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يقوم تحالف “أوبك+” بزيادة الإنتاج، بهدف خفض أسعار الوقود وتعزيز المعنويات الاقتصادية قبل الانتخابات.
وفي المجمل لا تجري أي توقعات بانتعاشة في أسعار النفط، وتدور كلها في فلك الارتفاع نظراً لأن الأسواق قد تشهد مزيداً من الضعف مع استيعابها للتداعيات، خصوصاً مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وعدم اليقين الاقتصادي الأوسع نطاقاً. وقد تبقى الأسعار في نطاق 58-60 دولاراً للبرميل خصوصاً في حال تدهور مؤشرات الاقتصاد الكلي أو استمرار تراجع الالتزام بالحصص. وتشير تحليلات بقش إلى أن الربعين الأخيرين من هذا العام من الممكن أن يشهدا استقراراً سعرياً للنفط العالمي عند قرابة 66 دولاراً، شريطة أن تحافظ مجموعة أوبك بلس على تماسكها وأن يرتفع الطلب الموسمي كالسفر الصيفي والانتعاش الصناعي).