تقارير
أخر الأخبار

إيطاليا وإسبانيا ترسلان سفناً حربية لحماية “أسطول الصمود”.. ونتنياهو يتجنب أجواء أوروبا خشية الاعتقال

تقارير | بقش

في تطور لافت على صعيد “أسطول الصمود العالمي”، أعلنت كل من إيطاليا وإسبانيا إرسال سفن حربية لمرافقة القافلة البحرية المتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية.

وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو أمام البرلمان، اليوم الخميس، إن بلاده أرسلت فرقاطة تابعة للبحرية يوم الأربعاء، وأخرى في طريقها، مؤكداً أن ذلك “ليس عملاً حربياً ولا استفزازاً، بل عملاً إنسانياً وواجباً على الدولة تجاه مواطنيها” وفق اطلاع بقش، وأضاف أن الخطوة جاءت بعد استهداف طائرات مسيّرة لعدد من قوارب الأسطول قرب السواحل اليونانية.

بدورها، أرسلت إسبانيا سفينة حربية من ميناء قرطاجنة لدعم الأسطول، في خطوة وُصفت بأنها تعزيز للحماية في مواجهة “تهديدات جدية”. أما منظمو “أسطول الصمود العالمي” فأعلنوا أنهم سيعقدون مؤتمراً صحفياً مهماً لتحذير المجتمع الدولي من “معلومات استخباراتية موثوقة” تفيد باحتمال تصعيد إسرائيل لهجماتها على القافلة خلال الـ48 ساعة المقبلة، باستخدام “أسلحة قد تؤدي إلى إغراق القوارب وقتل المشاركين”.

وكان الأسطول قد أفاد مساء الثلاثاء بسماع أكثر من 12 انفجاراً في محيطه، مع إلقاء “أجسام مجهولة” احتوت على مواد كيميائية وقنابل ضوئية، ما ألحق أضراراً ببعض القوارب، كما أشار في بيان تابعه بقش إلى أن حكومات أوروبية حذرت مواطنيها المشاركين من “هجوم إسرائيلي وشيك”.

ويتألف “أسطول الصمود” من نحو 50 قارباً مدنياً، على متنه عشرات الناشطين والمحامين، ويبحر حالياً في المياه اليونانية متجهاً إلى غزة.

نتنياهو يتجنب الأجواء الأوروبية

في السياق ذاته، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية أن طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، المتجهة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجنبت المرور فوق أجواء عدة دول أوروبية خشية تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله على خلفية حرب غزة، في حال أجبرت الطائرة على الهبوط.

أفادت القناة أيضاً أن نتنياهو استبعد مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي من وفده بسبب خلافات حول الغارة العسكرية الإسرائيلية في الدوحة، والعملية البرية الجارية في غزة.

وبدورها ذكرت صحيفة معاريف العبرية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نصحت نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، في ظل ازدياد أعدادهم داخل غزة، ودعت إلى دعم خطة “اليوم التالي” التي تقضي بتسليم إدارة القطاع إلى جهات عربية بدعم دولي بدلاً من حركة حماس.

وتتصاعد اللهجة الأوروبية والدولية ضد إسرائيل، ويأتي ذلك متوازياً مع مواقف دول مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا، التي تدفع باتجاه تدويل حماية الفلسطينيين. وفي هذا الإطار أطلق الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو تصريحات غير مسبوقة دعا فيها إلى توحيد جيوش الدول المناوئة للإبادة وتشكيل قوة عالمية “جيش دولي قوي” من أجل “تحرير فلسطين” بدلاً من الاقتصار على الشجب والتنديد، وأكد أن الإدانات وحدها لم تعد كافية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية في غزة.

أبعاد إرسال الفرقاطات

هذا التطور في ملف أسطول الصمود العالمي وقرار عدد من الدول الأوروبية، إسبانيا وإيطاليا وربما دول أخرى لاحقاً، بإرسال فرقاطات وسفن بحرية لمرافقة الأسطول، يمثل منعطفاً استراتيجياً وفق قراءة بقش، حيث يدل على انتقال أوروبا من الحياد إلى الانخراط المباشر وعدم الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية.

وتُعد هذه خطوة غير مسبوقة في العلاقة الأوروبية الإسرائيلية، إذ اعتادت أوروبا أن تحصر نفسها في دور الوسيط أو الممول، لا الحامي العسكري المباشر. ولا يُستبعد أن تستثمر الحكومات الأوروبية هذا التدخل لإظهار نفسها أمام شعوبها بأنها تحمي القيم الإنسانية، وهو ما قد يكون له تأثير في الانتخابات والسياسات الداخلية.

وترسل مرافقة الفرقاطات لأسطول الصمود رسالة مفادها بأن أي اعتداء على السفن قد يُعتبر اعتداءً على أوروبا نفسها، وذلك يشكل ضغطاً دبلوماسياً وأمنياً على تل أبيب التي كانت تراهن على قدرتها في فرض الحصار بالقوة دون تدخل غربي. وفي حال نجاح التجربة الأوروبية في حماية الأسطول، فقد تنضم دول أخرى من أمريكا اللاتينية أو آسيا إلى المهمة، ما يعني تدويل القضية بشكل كامل.

وكان البحر المتوسط ساحة شبه مفتوحة لإسرائيل وواشنطن، لكن دخول قطع بحرية أوروبية يغير ميزان الردع ويُدخل معادلة حماية دولية للممرات البحرية.

وربما يقلل وجود سفن أوروبية مسلحة من احتمالية اعتراض الأسطول أو مهاجمته، ما يرفع احتمالية وصول كميات أكبر من المساعدات إلى القطاع، لكن من المتوقع أن تعتبر إسرائيل هذه الخطوة تهديداً مباشراً لسيادتها و”شرعية حصارها”، وقد تلجأ لخطوات دبلوماسية عنيفة ضد العواصم الأوروبية، أو حتى محاولات عسكرية للضغط دون مواجهة مباشرة، وتبقى السيناريوهات مفتوحة على مختلف الاحتمالات.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش