الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

الروبل الروسي يصبح عملة المدفوعات الأولى وأعلى عملات العالم أداءً مقابل الدولار الأمريكي هذا العام

الاقتصاد العالمي | بقش

أصبح الروبل الروسي العملة الرئيسية التي تدفع بها روسيا ثمن وارداتها من دول العالم، حيث تجاوزت حصة الروبل في مدفوعات الصادرات الروسية 50% في أبريل الماضي لأول مرة، وفقاً لبيانات البنك المركزي الروسي.

وبحسب اطلاع بقش على البيانات الرسمية، ارتفعت مدفوعات الروبل إلى مستوى قياسي بلغ 52.3% بزيادة قدرها 11.9 نقطة مئوية عن مستواها في العام 2024. وقد بدأت الدول في أنحاء العالم بالفعل بدفع المزيد بالروبل مقابل السلع القادمة من روسيا.

حصص الدول

في دول أفريقيا شهدت حصة المدفوعات بالعملة الروسية الزيادة الأكبر، بنسبة 37.7 نقطة مئوية على مدار العام، لتصل إلى 98.3%، وكذلك في القارة الأمريكية بنسبة 33.7 نقطة مئوية لتصل إلى 55.6%.

وفي نفس الوقت ارتفعت مدفوعات الروبل للصادرات الروسية في أوقيانوسيا من 68% إلى 91.1%، وفي آسيا من 36.7% إلى 48.9%. وفي كافة المناطق الأربع، سجلت حصة مدفوعات الروبل مقابل السلع والخدمات الروسية في أبريل رقماً قياسياً.

وفي 2024 بدأت دول منطقة البحر الكاريبي بالدفع بالروبل مقابل سلع روسيا، إذ ارتفعت حصة هذه المدفوعات بنسبة 8.7 نقطة مئوية لتصل إلى 95%. وفي أوروبا أيضاً ارتفعت حصة معاملات الروبل للصادرات الروسية بنسبة 4.3 نقطة مئوية إلى 62.8%.

لكن المدفوعات بالعملات “غير الصديقة” مثل الدولار، انخفضت مقابل سلع روسيا إلى مستوى 14.1%، بعد أن كانت حصتها 19.3% قبل عام.

ملاذ آمن: الروبل يتغلب على الذهب والدولار

خلال العام الجاري بلغت مكاسب الروبل الروسي 38% مقابل الدولار الأمريكي، وارتفعت العملة الروسية لتصبح العملة الأقوى أداءً على مستوى العالم هذا العام، وفق بيانات اطلع عليها بقش لدى وكالة بلومبيرغ، ما يعني أن الروبل تفوق حتى على الذهب الذي يُعتبر ملاذاً تقليدياً آمناً ونما مقابل الدولار بنسبة 23%.

والمكاسب التي سجلها الروبل بنسبة 38% مقابل الدولار جاءت مدعومة بعوامل داخلية مثل أسعار الفائدة المحلية المرتفعة بشكل قياسي، في حين يواجه الدولار الأمريكي ضغوطاً متصاعدة بسبب سياسات الرئيس الأمريكي ترامب، وافتعاله حرب الرسوم الجمركية.

ورغم استمرار العقوبات الغربية على روسيا، ساهمت العوامل المحلية في تعزيز الروبل في مواجهة ضعف الدولار، لكن في المقابل، بحسب تحليلات سابقة لمرصد بقش، قد تؤدي قوة الروبل إلى تقليص إيرادات الطاقة التي تحتاجها الدولة لتوفير الإنفاق الكبير على الاحتياجات العسكرية والبرامج الاجتماعية.

ويحافظ البنك المركزي الروسي على سياسة نقدية متشددة للغاية للحد من التضخم، حيث يبلغ سعر الفائدة الأساسي 21%، وهو ما ساهم في كبح الواردات، وبالتالي تقليل الطلب على العملات الأجنبية، وتقوم السلطات الروسية بإلزام المصدرين ببيع جزء من عائداتهم بالعملات الأجنبية في السوق المحلية، ما يضيف مزيداً من الدعم للروبل.

هذا وانخفض الدولار لأدنى مستوى له في 6 أشهر، خلال شهر أبريل الماضي، وسط استمرار تقلبات سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما زاد من مخاوف المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية وأضعف الثقة في الدولار وسندات الخزانة باعتبارهما ملاذين آمنين تقليديين، لذا فقد توجه المستثمرون نحو الذهب مع تصفية حيازاتهم من الدولار، متوقعين تفاقم الاضطرابات وحالة عدم اليقين مهما حاولت الإدارة الأمريكية طمأنة المستثمرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش