الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

الصين تُصعِّد موقفها في منظمة التجارة العالمية رداً على إجراءات ترامب الجمركية

في خطوة تعكس تصاعد التوترات التجارية بين أكبر قطبين اقتصاديين، دعت الصين إلى عقد جلسة نقاشية طارئة في إطار منظمة التجارة العالمية لبحث ما وصفته بـ”الاضطرابات التجارية العالمية”، وذلك رداً على الإجراءات الأحادية التي أعلنها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، والتي ردت عليها بكين برفع دعوى قضائية أمام المنظمة الدولية وفرض تعريفات انتقامية.

جاءت الدعوة الصينية في سياق اختبار مبكر لموقف الإدارة الأمريكية تجاه المنظمة الدولية، خاصة بعد تصريحات ترامب التي انتقدت أداءها، وتهديده بالانسحاب من عدد من المنظمات العالمية.

ومن المقرر أن تُعقد الجلسة، التي يُنتظر أن تناقش آليات التعامل مع الإجراءات الحمائية، خلال اجتماعات المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية، الذي يعد أعلى هيئة صنع قرار داخل المنظمة.

وأكد مسؤول في البعثة الصينية لدى المنظمة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية، أن بيان السفير الصيني سيركز على “التعبير عن قلق عميق إزاء الممارسات الأحادية التي تهدد النظام التجاري متعدد الأطراف”، دون الإشارة صراحة إلى الولايات المتحدة، مع حث الدول الأعضاء على توحيد الجهود لمواجهة مثل هذه السياسات.

من جهتها، حذرت المديرة العامة للمنظمة، “نغوزي أوكونجو إيويالا”، من مخاطر الانزلاق نحو حروب تجارية “مدمرة”، داعية الأعضاء إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى فرض رسوم انتقامية.

وبينما لا يتوقع مراقبون نتائج ملموسة من الاجتماع الحالي، يشير تحليل ردود الفعل الأولية للدول الأعضاء إلى احتمال تصاعد التوترات في حال استمرار السياسات الأمريكية، خاصة مع إعلان واشنطن مؤخراً عن خطط لفرض رسوم إضافية على سلع أوروبية وصينية.

وفي هذا السياق، يرى خبراء أن الدعوة الصينية تهدف إلى تعزيز صورتها كمدافعة عن النظام التجاري الدولي، في محاولة لكسب تأييد أعضاء المنظمة، لاسيما في ظل المفاوضات الجارية لإصلاح هياكلها.

من ناحية أخرى، تُعيد الأزمة الحالية إلى الأذهان الخلافات التاريخية بين العملاقين الاقتصاديين، والتي بدأت قبل فترة طويلة من تولي ترامب الرئاسة.

فبينما تتهم الصين الولايات المتحدة بانتهاك قواعد المنظمة عبر إعانات قطاعية وقيود تصدير، تعارض واشنطن اعتبار بكين “دولة نامية” يتم منحها معاملة تفضيلية، وهو ما يمنحها مزايا في النزاعات التجارية.

في خلفية المشهد، يُثار تساؤل حول مدى قدرة المنظمة على لعب دور حاسم في احتواء الأزمة، خاصة مع تعقيدات النظام التجاري العالمي وترابط المصالح الاقتصادية. فبينما تُعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تُسيطر الولايات المتحدة على حصة كبيرة من الاستثمارات العالمية، مما يجعل أي مواجهة بينهما بمثابة اختبار لقدرة المجتمع الدولي على الحفاظ على قواعد اللعبة المشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش