الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

بعد صدمة الطيران غير المسبوقة.. إسرائيل تفرغ غضبها على منشآت اليمن المدنية

متابعات | بقش

في استهداف واسع النطاق للبنية التحتية في اليمن، شنت إسرائيل غارات عنيفة على منشآت حيوية مدنية أبرزها مطار صنعاء الدولي في مسعى لإخراجه كلياً عن الخدمة، وذلك بعد أن تلقت تل أبيب هجوماً صاروخياً استهدف محيط مطار بن غوريون، الذي يعد البوابة الإسرائيلية الرئيسة للعالم.

ففي تعبير واضح عن تكبد خسائر بالغة من إغلاق حركة الطيران في إسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي إنه مصمم على مواصلة العمل بقوة ضد كل تهديد لمواطني وسكان إسرائيل مهما بلغت المسافة، في حين ردت حكومة صنعاء كما سيأتي تالياً في هذا التقرير. ويتزامن كل ذلك مع إعلان أنصار الله الحوثيين عن حظر جوي على الطيران المدني في تل أبيب، وهو ما أخذته أبرز وأكبر شركات الطيران العالمية بعين الاعتبار وازدادت مخاوفها تجاه الوضع الأمني المتدهور في إسرائيل، فقامت بإلغاء رحلاتها حتى تواريخ لاحقة من شهر مايو الجاري، مما تسبب في ضربة غير مسبوقة لقطاع الطيران الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية.

الأهداف: منشآت مدنية فقط

علم مرصد “بقش” أن الغارات الإسرائيلية طالت صالة المسافرين وطائرات مدنية في المطار، ومدرج الإقلاع والهبوط. وذكر موقع واينت الإسرائيلي أن اسرائيل ألقت 30 قذيفة على المطار.

وعلى إثر الهجوم، أعلنت شركة اليمنية للطيران تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء حتى إشعار آخر.

وركز الهجوم على المطار والمنشآت النفطية ومراكز الوقود والمصانع، وبينما اهتزت العاصمة بسلسلة من الغارات، شهد المواطنون تصاعد أدخنة كثيفة، وعلقت وسائل إعلام تابعة لحكومة صنعاء بأن “العدو الإسرائيلي تعمد استهداف خزانات الوقود بمحطات الكهرباء لصناعة مشهد أدخنة جنوب وشمال العاصمة”.

وجرى استهداف المطار ومحطة كهرباء ذهبان بمديرية بني الحارث، ومحطة كهرباء حزيز المركزية، ومصنع إسمنت عمران، وكذلك محولات الكهرباء في منطقة علمان بمديرية بني الحارث ومحولات الكهرباء في منطقة كولة جدر، إضافة إلى منطقة عصر.

وقد سارعت فرق الدفاع المدني لإخماد الحرائق الناجمة عن الاستهداف الإسرائيلي في محطات الكهرباء بحزيز وذهبان التي نجم عن استهدافها أضرار في ممتلكات المواطنين المجاورة للمحطة ومحلاتهم التجارية وفق متابعات مرصد بقش.

استهداف المطار وهذه المنشآت، جاء عقب شن سلسلة غارات استهدفت ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يغطي احتياجات 70% من سكان اليمن، إضافة إلى استهداف ميناء رأس عيسى النفطي، الذي يتم ضربه بشكل متكرر.

الرد الرسمي

في بيان له قال المكتب السياسي لأنصار الله إن استهداف الموانئ اليمنية ومطار صنعاء ومصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء يهدف لفرض الحصار على الشعب اليمني، وإن ذلك يمثل دليلاً إضافياً على عجز الكيان وإفلاسه.

وأكد المكتب أن “العدوان الإسرائيلي والأمريكي لن يمر دون رد ولن يثني اليمن عن الاستمرار في موقفه المساند لغزة”، مشيراً إلى المضي في الخيارات الضاغطة على إسرائيل حتى وقف الحرب والحصار على غزة.

بالمثل قالت وزارة الخارجية بحكومة صنعاء إن هذا العدوان لن يمر دون عقاب، معتبرة أن استهداف الأعيان المدنية من مطارات وموانئ ومحطات كهرباء ومصانع يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط ويستخف بكافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.

وذكرت الخارجية أن استهداف الأعيان المدنية هو استهداف للشعب اليمني ومقدراته ويعكس في الوقت ذاته فشل الإسرائيليين في تحقيق الأهداف في اليمن و”محاولة البحث عن نصر زائف” وفقاً لبيانها، مضيفةً أنها سبق وسلّمت المنسق المقيم للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر قائمة بإحداثيات الأعيان المدنية بما فيها المواقع التي استهدفها الكيان.

وتناقلت وسائل إعلام عربية تصريحاً لمصدر وصفته بالمسؤول الحوثي دون تسميته، قال إن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر وإن عليها انتظار الرد.

عن طبيعة “الألم الإسرائيلي”

تقول إسرائيل إنها ملتزمة بالرد على من يعكرون صفوها، بما في ذلك الحوثيين الذين برزوا على الساحة الدولية وأغلقوا مضيق باب المندب والبحر الأحمر الاستراتيجي على الملاحة الإسرائيلية والسفن المرتبطة بإسرائيل، وأخيراً حركة الطيران الجوي.

ولعل تخلي شركات الطيران الأجنبية عن الطيران إلى إسرائيل يفسر جانباً بارزاً من جوانب الألم الإسرائيلي، إذ تسبب ذلك في أضرار جانبية بمليارات الدولارات وفقاً لاطلاع بقش على صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن توقف شركات الطيران الأجنبية عن الوصول إلى إسرائيل يعني بالضرورة إيقاع كل النشاط على عاتق الشركات الإسرائيلية وخاصة شركة العال.

وفي المجمل ثمة حقيقة مقلقة، تؤكد عليها الصحيفة العبرية، وهي أن التأثير الحقيقي لهذه الأزمة يتكشف في الصناعات الأخرى، التي تؤثر بشكل رئيسي على سوق العمل للطبقات الأضعف، مؤكدةً على أن ما يحدث يضر بسمعة إسرائيل، إذ إن رحيل شركات الطيران الأجنبية هو إشارة سيئة تحمل في طياتها خروجاً محتملاً للسياح بل وللمستثمرين ورجال الأعمال أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش