شهد مؤشر الحاويات العالمي “دروري” انخفاضاً ملحوظاً هذا الأسبوع، حيث تراجع بنسبة 4% ليصل إلى 2,168 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً، ويأتي هذا التراجع ضمن سلسلة من التقلبات التي تشهدها أسعار الشحن البحري منذ بداية العام، مما يعكس استمرار التغيرات في ديناميكيات العرض والطلب ضمن قطاع النقل البحري.
وفقاً للبيانات الصادرة عن دروري التي اطلع عليها بقش، فإن المؤشر المركب انخفض بنسبة 79% مقارنة بذروته المسجلة في سبتمبر 2021، عندما بلغ 10,377 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً، وهو أدنى مستوى للمؤشر منذ يناير 2024. ومع ذلك، لا يزال المؤشر أعلى بنسبة 53% من متوسط الأسعار المسجل في عام 2019، والذي بلغ 1,420 دولاراً قبل تأثير جائحة كورونا على القطاع.
منذ بداية العام الجاري، بلغ متوسط المؤشر المركب 3,053 دولاراً، متجاوزاً متوسط العشر سنوات البالغ 2,886 دولاراً، والذي تأثر بارتفاع استثنائي خلال أزمة كورونا بين عامي 2020 و2022.
تفاوت في أسعار الشحن بين الممرات التجارية العالمية
سجلت أسعار الشحن تراجعاً متفاوتاً بين المسارات التجارية المختلفة، حيث انخفضت تكاليف النقل من “روتردام” إلى “نيويورك” بنسبة 7% (أو 154 دولاراً) لتصل إلى 2,162 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً.
كما انخفضت الأسعار من “شنغهاي” إلى “لوس أنجلوس” بنسبة 6% (أو 171 دولاراً) لتسجل 2,487 دولاراً، أما المسارات الأخرى، فقد شهدت تراجعاً بنسب متفاوتة.
حيث انخفضت الأسعار من “شنغهاي” إلى “روتردام” بنسبة 4% إلى 2,370 دولاراً، ومن “شنغهاي” إلى “نيويورك” بنسبة 4% إلى 3,622 دولاراً، ومن “شنغهاي” إلى “جنوة” بنسبة 3% (أو 115 دولاراً) لتصل إلى 3,171 دولاراً لكل حاوية 40 قدماً.
على النقيض من ذلك، شهدت بعض الممرات التجارية ارتفاعاً طفيفاً، حيث ارتفعت أسعار الشحن من روتردام إلى شنغهاي بنسبة 3% (أو 16 دولاراً) لتصل إلى 500 دولار، كما زادت الأسعار من لوس أنجلوس إلى شنغهاي بنسبة 1% (أو 7 دولارات) لتصل إلى 709 دولارات لكل حاوية 40 قدماً وفق قراءة بقش للمؤشر، في حين ظلت الأسعار من نيويورك إلى روتردام دون تغيير يذكر.
تحليل الأسواق وتوقعات المستقبل
يعود التراجع الحالي في أسعار الشحن إلى عدة عوامل، أبرزها تباطؤ الطلب على الاستيراد في بعض الأسواق الكبرى، إضافةً إلى تحسن طفيف في سلاسل التوريد العالمية، ما أدى إلى تقليل الضغط على الطاقة الاستيعابية لخطوط الشحن البحري.
مع ذلك، لا تزال التحديات الجيوسياسية وتقلبات أسعار الوقود تلعب دوراً محورياً في توجيه الأسعار في المدى القريب.
بحسب توقعات مؤشر دروري، من المرجح أن تشهد أسعار الشحن مزيداً من التراجع الطفيف خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار استقرار السوق عند مستويات أقل مما كانت عليه في فترات الذروة. مع ذلك، فإن أي اضطرابات جديدة في سلاسل الإمداد أو تقلبات في الاقتصاد العالمي قد تؤدي إلى تغيرات غير متوقعة في السوق.
في هذا السياق، يتوجب على الشركات العاملة في قطاع الشحن واللوجستيات مراقبة تحركات السوق عن كثب، وتطوير استراتيجيات تكيُّف مرنة لمواكبة التغيرات المستمرة، سواء من خلال التفاوض على عقود شحن طويلة الأجل بأسعار مناسبة أو تبني حلول لوجستية أكثر كفاءة لتقليل التكاليف.
