تركيا تعزز شبكة السكك الحديدية لتوسيع نقل البضائع بين آسيا وأوروبا

تواصل تركيا خطواتها نحو ترسيخ موقعها كمركز رئيسي لنقل البضائع بالسكك الحديدية بين آسيا وأوروبا، مستفيدة من التحولات المتزايدة في حركة الشحن الصينية بعيداً عن المسارات الروسية نحو الممر الأوسط.

ووفقاً لتقرير حديث اطلع عليه “بقش” نُشر في صحيفة “لودستار”، تتطلع الصين إلى ضخ استثمارات تصل إلى 60 مليار دولار لدعم تركيا في تطوير بنيتها التحتية للسكك الحديدية.

وتشمل هذه الاستثمارات خططاً لتعزيز كهربة الشبكة، وإنشاء مسارات جديدة داخلية، وتوسيع الشبكة عالية السرعة.

وفي إطار هذه الجهود، أعلنت وزارة النقل التركية عن اكتمال نفق جديد في إسطنبول، والذي سيصبح جزءاً من خط سكك حديدية عالي السرعة يربط تركيا ببلغاريا.

وبحسب موقع “رايل فريت”، من المتوقع أن يؤدي هذا المشروع إلى تقليص زمن عبور البضائع بين البلدين إلى النصف، ليصل إلى ثلاث ساعات ونصف بدلاً من ثماني ساعات، مع قدرة سنوية تصل إلى 33.5 مليون طن.

وتسعى تركيا إلى توسيع شبكة القطارات عالية السرعة بإضافة 8,554 كيلومترًا جديدًا بحلول عام 2053، وفقًا لما أعلنه وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو. كما تضع الحكومة خططاً لتعزيز عدد المرافق اللوجستية، مثل الموانئ والمستودعات والمناطق الصناعية، بهدف تسريع عمليات الشحن داخل أوروبا.

وفي ظل تزايد استخدام الممر الأوسط على حساب طرق السكك الحديدية الروسية، تسعى تركيا إلى ترسيخ دورها كبوابة محورية في هذا الممر.

ومن بين الخطوات البارزة، عززت شركة النقل الوطنية الكازاخستانية “KTZ” شراكتها مع شركة السكك الحديدية الصينية في أورومتشي، حيث سجلت زيادة بنسبة 13% في حجم الشحن عبر الحدود.

وفي إعلان جديد، أكدت “KTZ” الاتفاق على مضاعفة عدد القطارات التي تمر عبر معبر “ألتينكول-خورجوس” الحدودي بين كازاخستان والصين من 8 إلى 15 قطاراً يومياً اعتباراً من 1 مارس، ومن 14 إلى 28 قطاراً يومياً عبر معبر “دوستيك-ألاشانكو” اعتباراً من 01 يوليو، مما يعزز إمكانيات التصدير ويوفر فرصاَ إضافية للمنتجين المحليين.

ومع حصول تركيا على دعم مالي بقيمة 660 مليون دولار من البنك الدولي، تتزايد التوقعات بأن تتمكن البلاد من استيعاب جزء من تدفقات الشحن المتجهة إلى أوروبا عبر شبكتها الجديدة عالية السرعة، مما يتيح لها التنافس مع خيارات النقل الجوي التي تعد أكثر تكلفة وتأثيراً بيئياً.