حرب الرسوم الجمركية | مقاطعة للمنتجات الأمريكية وتوتر في أوروبا

أقرَّ الرئيس الأمريكي #ترامب بأن الرسوم الجمركية التي يفرضها ستؤلم الأمريكيين وتؤدي إلى التضخم وارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن وقع أمراً تنفيذياً بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على #كندا و #المكسيك، واجهتها الدولتان بتحذير من فرض رسوم انتقامية بالمثل.

وفي آخر مستجدات الملف، أعلنت رئاسة المكسيك اليوم الإثنين أن #واشنطن وافقت على إيقاف التعريفات الجمركية الشاملة على المكسيك لمدة شهر حتى يتوصل الجانبان إلى اتفاق وفق متابعة بقش.

وفي محادثة مع ترامب، وافقت المكسيك على تحصين حدودها بـ10,000 جندي من الحرس الوطني المكسيكي في محاولةٍ لمنع تدفق المخدرات، وخصوصاً مادة الفنتانيل الأفيونية، عبر الحدود.

ومن جانب آخر يبحث ترامب أيضاً اليوم مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قبل أن تدخل التعريفات الجمركية التي تستهدف البلاد حيز التنفيذ يوم غد الثلاثاء 04 فبراير. وقد هددت كندا بفرض رسوم انتقامية بنسبة 25% على كافة السلع الكندية.

حملات مقاطعة للبضائع الأمريكية في كندا والمكسيك، بدأت حملات مقاطعة واسعة تنتشر رداً على رسوم ترامب على الواردات من الدولتين، وكذلك من #الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وأثارت هذه المقاطعة تحركات انتقامية تشير إلى حرب تجارية موسعة بين الشركاء التجاريين الرئيسيين.

وبالفعل بدأ الكنديون في تنظيم جهود خاصة في مقاطعة السلع الأمريكية لمواجهة الرسوم الجمركية استجابة لدعوات جاستن ترودو الذي طالب بمقاطعة البضائع الأمريكية “قدر الإمكان”.

وتستهدف الرسوم الجمركية الكندية مجموعة واسعة من السلع الأمريكية، بما في ذلك المنتجات الزراعية مثل لحوم البقر والدواجن ومنتجات الألبان، والسلع مثل الأجهزة المنزلية والعناصر المصنعة بما في ذلك أجزاء السيارات. وتؤكد كندا أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتعرض اقتصادها وعلاقاتها التجارية للتقويض”.

وحدة أوروبية ضد ترامب

قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الإثنين: “باعتبارنا منطقة اقتصادية قوية، فإننا قادرون على صياغة شؤوننا الخاصة ويمكننا الرد على سياسة الجمارك بسياسة مماثلة. يجب علينا أن نفعل ذلك وسوف نفعله””.

وطالب وزير الاقتصاد الإسباني بضرورة أن يبقى #الاتحاد_الأوروبي متحداً للرد على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على منتجات الاتحاد.

وكان ترامب تعهَّد بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية أيضاً، إذ أعلن أن أوروبا تستفيد من #أمريكا التي لديها عجز بقيمة 300 مليار دولار، دون أن تأخذ أوروبا السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية، وقال: “لا يأخذون منا شيئاً تقريباً، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات، ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة” وفق اطلاع بقش. ومن جهته قال الرئيس الفرنسي ماكرون: “إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد”.

وتبنّت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، نبرةً مماثلة تنم عن حزم وانفتاح على الحوار أيضاً، واعتبرت أن “أوروبا بحاجة إلى أمريكا وهي بحاجة إلينا”. أكدت أيضاً أن “الرسوم الجمركية تزيد التكاليف وهي ليست في صالح الوظائف ولا في صالح المستهلكين، هذا واضح”.

وطالبت #بولندا ببذل كل ما بوسع الأوروبيين لتفادي هذه الرسوم الجمركية وهذه الحروب التجارية “غير المجدية إطلاقاً والحمقاء”. وتهدد الرسوم الجمركية التي قد تفرض على الاتحاد الأوربي بتباطؤ النمو الاقتصادي الأوروبي نتيجة انخفاض الصادرات الأوروبية، التي تشكّل محركاً رئيسياً للنمو منذ عقود.

وحسب مراجعات بقش، فإن أي إجراءات انتقامية أوروبية قد تؤدي لارتفاع التضخم، إذ ستكون السلع المستوردة من أمريكا أكثر تكلفة وستضغط على أسعار المستهلكين في المنطقة، ويُتوقَّع ارتفاع معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.5% في يناير 2025، مقارنة بـ2.4% في ديسمبر 2024 حسب تقديرات مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات”.

اضطرابات بسوق النفط

وتنذر الرسوم الجمركية على واردات النفط من كندا والمكسيك باضطرابات في سوق النفط الأمريكي والعالمي على حد سواء.

إذ يرى خبراء اقتصاد أن الرسوم قد تُربك صناعة تكرير النفط الأمريكية والتي تعتمد على واردات النفط الكندي والمكسيكي، وسيمتد أثرها إلى أسعار النفط العالمية، إلا أن حدة التأثير قد يوقفها زيادة المعروض من النفط حالياً وزيادة التدفقات من تحالف “أوبك+” الذي يضم #روسيا و #السعودية ودولاً أخرى.

هذا وتراجعت أسعار النفط العالمية مساء اليوم بعد ارتفاعها بأكثر من دولار واحد في وقت سابق، بعد أن أعلنت المكسيك عن إيقاف الرسوم الأمريكية لمدة شهر. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.2% إلى 75.49 دولاراً للبرميل، والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.01% إلى 72.49 دولاراً.