
يرى رئيس معهد أمن الطاقة في الصين، فيكتور جاو، أن الولايات المتحدة الأمريكية بشنّها الحرب التجارية العالمية تفعل “الشيء الخطأ”، إذ لم يقتصر الأمر على تآكل مستويات المعيشة ونوعية حياة الشعب الأمريكي بشكل كبير فحسب، بل تسبَّب في اضطراب أسواق الأوراق المالية وسوق السندات والتجاهل التام لسيادة وسلامة أراضي العديد من البلدان في العالم.
في حوار أجرته معه الصحفية البريطانية “كاثي نيومان” في القناة الرابعة البريطانية حسب متابعة بقش، يقول “جاو”: “إذا حملتَ مسدساً وصوَّبتَه على رأس أي شخص، فسوف يصاب معظم الناس بالذعر وسيكونون يائسين وربما سيفعلون ما تأمرهم أو تمليهم عليه، ولكن ما إذا كانوا على استعداد للقيام بذلك، سواء كانوا يحترمون سلطتك أو سيطرتك حقاً، فهذا شيء آخر”.
وبسؤاله عن امتلاك الولايات المتحدة السلاح الأكبر وبالتالي ينتهي الأمر بالصين إلى خسارة المزيد في الحرب التجارية، إلى حد خسارة 15% من سوق التصدير (أي ما تصدّره إلى أمريكا)، ينفي “جاو” ذلك على الإطلاق.
فهو يقول إن الصين مستعدة تماماً للقتال حتى النهاية لأن العالم كبير بما يكفي بحيث لا تكون الولايات المتحدة هي مجمل السوق في العالم.
لذلك “إذا أرادت الولايات المتحدة إبعاد نفسها تماماً عن السوق الصينية، فكن ضيفي” في إشارةٍ منه إلى باقي دول العالم داعياً إياها للدخول في السوق الصينية فحسب.
نحن هنا منذ 5000 عام
تستدرك “كاثي نيومان” بقولها إن الصين ستخسر السوق الأمريكية، لكن “جاو” يتهكم قائلاً: “نحن لا نهتم”. ويضيف: “الصين هنا منذ 5000 عام. في معظم الأوقات لم تكن هناك الولايات المتحدة، وإذا أرادت الولايات المتحدة التنمر على الصين فسوف نتعامل مع الوضع بدون الولايات المتحدة، ونتوقع البقاء على قيد الحياة لمدة 5000 عام أخرى”.
ولا تريد الصين فصل الدول الأخرى عن بعضها البعض، وفقاً لجاو الذي أضاف: “صحيح أن الاتحاد الأوروبي يتحدث إلى الصين، الأصوات التي التقطتها هنا في بكين هي أن قادة الاتحاد الأوروبي والقادة الصينيين يجرون مكالمات هاتفية وتبادلات الوفود. نحن نتحدث عن إمكانية التوقيع على الاتفاقية الشاملة للاستثمار أو حتى تؤدي إلى اتفاقية تجارة حرة بين الصين والاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف”.
نحن فلاحون لكننا الأكبر اقتصادياً في العالم
وتسأل كاثي نيومان: “عندما تسمع دونالد ترامب يقول إن الصين تريد صفقة، لكنها لا تعرف كيف تفعل ذلك. يتحدث نائب ترامب “جيه دي فانس” عن الفلاحين الصينيين، ما رأيك في سلوكهم في هذا الصدد؟”.
يجيب فيكتور جاو وفق اطلاع بقش: “إذا كان جيه دي فانس يعتقد أنه يتعامل مع الفلاحين في الصين، وأنا فخور بكوني سليل الفلاحين، فإن معظمنا من نسل الفلاحين على أي حال، فهذه هي تقاليدنا، نحن مزارعون من قبل، لكننا الآن أحد الاقتصادات الصناعية الرائدة في العالم”.
“لذا، أنا آسف، “جيه دي فانس” لا يعرف ما الذي يتحدث عنه. وبالتالي، لا أعتقد أنه سيكون هناك حوار بين الصين والولايات المتحدة ما لم تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه الصين، وتعاملت مع الصين كما هي، وأظهرت الاحترام للصين، وأظهرت الاحترام للشعب الصيني، ولا تحاول فرض تحيزك ووجهة نظرك المتحيزة تجاه الصين أو حول بقية العالم”. مضيفاً: “لن نشتري هذا النوع من التحيز أو التمييز من الولايات المتحدة. لا ، لن نشتري هذه القصة أبداً”.
الركود العالمي
وعن احتمالية الركود العالمي و”البؤس الحقيقي لكثير من الناس حول العالم” وفقاً للصحفية نيومان، يردُّ فيكتور جاو بقوله إن المقلق هو أنه إذا لم تتخذ الصين والولايات المتحدة تدابير رئيسية لتوجيه كل هذه الحرب الجمركية، فسيكون هناك ركود. ويرى أنّ على ترامب إدراك أن روما لم يتم بناؤها بين عشية وضحاها.
وحول “نهوض الشعب الأمريكي” يعلّق جاو بأنه ستكون هناك انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، “ولا أعرف ما إذا كان الشعب الأمريكي سيصوّت بأقدامه، وستكون هناك انتخابات عامة، انتخابات رئاسية، في عام 2028. ستعرف النتائج في عام 2029، إذا اتبعت الإيقاع السياسي الأمريكي، فلا يوجد حزب لديه قفل دائم كامل للسلطة”.
أما بالنسبة للصين، فلديها استقرار بعكس أمريكا حسب قراءة بقش لتصريحات الخبير الصيني، مؤكداً: “لدينا الاستقرار والقدرة على التنبؤ واليقين، نقول دائماً إن لدينا خطة لـ100 عام القادمة للسلام والاستقرار والتنمية”.