الاقتصاد العربي
أخر الأخبار

قفزة بنسبة +65%.. مليارديرات الشرق الأوسط يتنعمون بينما ينعدم الغذاء لدى الفقراء

الاقتصاد العربي | بقش

في بيانات تعبّر عن حجم الهوّة المالية في المنطقة العربية، قالت منظمة “أوكسفام” المعنية بمكافحة الفقر وعدم المساواة عالمياً، في تقرير جديد اطلع عليه “بقش”، إن ثروات مليارديرات الشرق الأوسط قفزت بنسبة 65% من 54.2 مليار دولار في 2023 إلى 89.5 مليار دولار في عام 2024، بينما يواجه فقراء المنطقة حالة من انعدام الغذاء بصورة كبيرة وتزداد تفاقماً.

ويسلط التقرير الضوء على التفاوت الصارخ في المسؤولية عن أزمة المناخ، حيث إن من يساهمون بأقل قدر في الانبعاثات هم الأكثر تضرراً من تداعياتها، ويواجهون مخاطر متزايدة من شح المياه، وانعدام الأمن الغذائي والنزوح.

يزداد الأمر فداحةً عندما يرتبط الأمر بـ”فاحشي الثراء”، فالشخص المنتمي إلى أغنى 0.1% في المنطقة تسبَّب في انبعاثات كربونية تفوق بمقدار “477 مرة” ما يصدر عن الشخص من نصف السكان الأفقر في عام 2022، وهو آخر عام تتوفر عنه بيانات وفق مراجعات بقش.

وفي منطقة الشرق الأوسط هناك العديد من أثرى أثرياء العالم ممن يعيشون أنماط “حياة مترفة”، وفي الوقت نفسه، هناك بعض من أفقر المجتمعات. ويتمتع الملوثون الكبار بوسائل الحماية من تداعيات الأزمة المناخية، بينما تفتقر المجتمعات الهشة إلى الموارد اللازمة للتكيف مع الانبعاثات، فتتحمل العبء الأكبر من موجات الحر الشديدة والجفاف ونقص الغذاء.

ذلك كله يعبّر عن “أزمة لامساواة” واضحة، وتقول “أوكسفام” إن أنماط الحياة الباذخة والملوِّثة التي يعيشها أثرياء المنطقة واضحة للعيان، وهذا التراكم غير المنضبط للثروات الهائلة وغير الخاضعة للضريبة لا يغذّي أزمة اللامساواة فحسب، بل كذلك أزمة المناخ في المنطقة، وطالبت بأن يتحمل الأثرياء المسؤولية، ويدفعوا ثمن التدهور البيئي الذي يساهمون فيه باستثماراتهم الملوِّثة وأنماط حياتهم غير المستدامة، بينما يعاني الآخرون من تبعات أفعالهم.

نتائج التقرير: العبث بالمناخ وهدر المياه

جاء في أبرز نتائج تقرير أوكسفام، أنَّ أغنى 0.1% (أي نحو 496 ألف شخص) يتسببون في انبعاثات تعادل انبعاثات نصف السكان الأفقر في المنطقة (نحو 248 مليون شخص). وما يصدره الملياردير المتوسط في يوم واحد من الانبعاثات عبر استخدامه اليخوت والطائرات الخاصة، يعادل ما يصدره الشخص المتوسط في المنطقة خلال عام كامل وفق قراءة بقش.

وهناك خمسة من مليارديرات المنطقة استخدموا طائراتهم الخاصة لمدة 1300 ساعة، أي ما يعادل الدوران حول الأرض أكثر من 42 مرة.

وقد قفزت ثروات هؤلاء بنسبة 65% من 54.2 مليار دولار في 2023 إلى 89.5 مليار دولار في عام 2024، وفي سنة 2019 كان أغنى 1% في المنطقة مسؤولين عن 25% من إجمالي الانبعاثات، أي أكثر بكثير من نسبة 16% التي تساهم بها النسبة ذاتها من الأغنياء على مستوى العالم.

هذا الإفراط في الانبعاثات من قبل أغنياء الشرق الأوسط يزيد من حدة أزمة المناخ، وهو ما يفاقم شحة المياه ويزيد من تدهور الأراضي وتآكل الأراضي الزراعية، وارتفاع مستويات البحار وانتشار الأمراض، في حين يواجه 83% من سكان المنطقة بالفعل أزمة شحّ مائي. فمثلاً يستهلك 40 ملعب غولف في مصر وحدها قرابة مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وهو ما يكفي لتوفير 50 لتراً من المياه يومياً لـ54 مليون شخص في بلد يعاني من أزمة مائية مزمنة.

منطقة الشرق الأوسط تضم 1% فقط من مصادر المياه العذبة المتجددة في العالم، ورغم ذلك تستهلك مسابح وحدائق الأغنياء كميات ضخمة من المياه، في حين يعتمد الفقراء على مصادر جماعية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ما يجب فعله: فرض الضرائب وحظر الترفيه الفاحش

اعتبر تقرير أوكسفام أن السياسات التقشفية وخفض الإنفاق العام على مدى عقود مضت، أدت إلى تعميق أزمتي المناخ واللامساواة، ما جعل حكومات الشرق الأوسط عاجزة أو غير راغبة في الاستثمار بجدية في حلول للتعامل مع حالة الطوارئ المناخية. ورغم أن أغنى 1% في المنطقة يمتلكون نحو 48% من الثروات المالية، فإن التهرب الضريبي والإعفاءات والمزايا الممنوحة للنخب، تحرم الميزانيات العامة من الموارد اللازمة لتنفيذ إجراءات التكيف المناخي والتخفيف من حدّة الأثر البيئي.

كل ذلك يتطلب إجراءات جذرية من قِبل الحكومات العربية، تقوم على العدالة، وتتضمن فرض ضرائب تصاعدية على الثروات والانبعاثات الكربونية، وحظر الانبعاثات الترفيهية الفاحشة مثل استخدام الطائرات الخاصة وفق اطلاع بقش على التقرير، وإلغاء السياسات التقشفية التي تعمق اللامساواة وتُضعف قدرة الدول على مواجهة الأزمة المناخية، وذلك بغرض توفير التمويل اللازم البالغ 570 مليار دولار للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش