زيارة ماكرون “التاريخية” لمصر تنتهي باتفاقات تتجاوز 286 مليون دولار و”دعاية سياحية مجانية”

بعد أن اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى “مصر” التي استغرقت ثلاثة أيام والتي وصفها مصريون بـ”الزيارة التاريخية”، سُلط الضوء على اتفاقات واسعة بين الجانبين شملت الطاقة والنقل، إضافة إلى دعم باريس ملف القاهرة لدى صندوق النقد الدولي.
ووقع الرئيس الفرنسي مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي مجموعة اتفاقيات تشمل مشاريع استثمارية في قطاعات متعددة، في خطوة وُصفت بأنها تعكس رغبة الطرفين في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي وتقوية الشراكة.
الرئيس الفرنسي قال من القاهرة إن بلاده ستواصل دعم الحوار الجاري بين مصر وصندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، بهدف توفير المساندة اللازمة للاقتصاد المصري الذي يعاني من أزمة سيولة وشحة في الدولار، وتُفرض عليه شروط هيكلية من صندوق النقد تتضمن استبعاد المؤسسة العسكرية من الاقتصاد.
ووفقاً لماكرون، فإن “الوكالة الفرنسية للتنمية” ستوقع اتفاقات مِنَح وقروض بأكثر من 260 مليون يورو (أكثر من 286 مليون دولار)، سيتم تخصيصها لتمويل مشاريع في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي بمصر، مشيراً إلى التزام فرنسا بدعم “رؤية مصر 2030” عبر استثمارات الشركات الفرنسية، إضافة إلى المساعدات الأوروبية الثنائية ومتعددة الأطراف.
إلى ذلك اعتبرت لجنة السياحة والطيران المدني في مجلس النواب المصري أن زيارة ماكرون، التي تخللتها زيارة إلى خان الخليلي الشعبي المصري، كان بمثابة “دعاية مجانية للسياحة المصرية”، وقالت إن على الحكومة المصرية استغلالها لجلب مزيد من الوفود السياحية من جميع دول العالم إلى مصر. ويأتي هذا التصريح حول مساعي إنعاش السياحة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من شحة الدولار الأمريكي بما انعكس على معيشة المواطنين وحركة التجارة والبنوك والبيئة المصرفية والاستثمارية.
رفع التبادل التجاري
وفقاً لجهاز التمثيل التجاري في مصر، فإن البلدا تعتزم رفع التبادل التجاري مع فرنسا بنحو 25% على أساس سنوي ليصل إلى 3.5 مليار دولار خلال 2025 وفق متابعات بقش، وذلك مقابل 2.8 مليار دولار في عام 2024.
وأبرز صادرات مصر في العام الماضي 2024 كانت من الأجهزة الكهربائية والأسمدة والوقود المعدني والملابس والمنتجات الكيميائية والخضروات والفواكه، أما الواردات الفرنسية إلى مصر فتمثلت في منتجات طيران ومركبات وسيارات وآلات ودراجات وجرارات زراعية ومنتجات ألبان.
وحسب مراجعات بقش بلغ التبادل التجاري بين فرنسا ومصر 3.2 مليار دولار في 2024، إذ سجلت قيمة صادرات مصر إلى فرنسا 1.25 مليار دولار، في حين سجلت وارداتها 1.93 مليار دولار، وكانت قيمة التبادل التجاري بين الطرفين عام 2022 سجلت أعلى قيمة لها خلال السنوات الخمس الماضية، إذ وصلت إلى نحو 4.7 مليار دولار.
أبرز الاتفاقيات
جرى التوقيع على 12 اتفاقية على الأقل بين الجانبين، شملت اتفاقاً بين شركة “ألستوم” الفرنسية لتوليد الطاقة، والهيئة المصرية للاستثمار والمناطق الحرة، لإنشاء مجمع صناعي في مصر.
وكذلك اتفاقية تعاون بين شركة كهرباء فرنسا للطاقة المتجددة و”زيرو ويست” وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وهيئة موانئ البحر الأحمر لتطوير مشروع إنتاج الآمونيا الخضراء بالبحر الأحمر، واتفاقية مع الميناء الجاف ببرج العرب لإنشاء مجمع صناعي في مصر.
كما وُقّع على اتفاقية تعاون لمشروع إنشاء خط سكة حديد الروبيكي -العاشر من رمضان- بلبيس (قرض ومنحة). وذكرت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية رانيا المشاط أنّه تم توقيع اتفاقيات مع الجانب الفرنسي بقيمة تتجاوز 250 مليون يورو.
رفض التهجير
خلال زيارة ماكرون، عبّر الأخير عن رفض التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وقال إنه يرفض التهجير أو أي عملية ضم، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن ذلك سيُعد انتهاكاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً لأمن المنطقة برمتها بما في ذلك أمن إسرائيل.
وبدوره اعتبر السيسي أن من الضروري وقف إطلاق النار بشكل فوري والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والتي تفرض عليها إسرائيل حظراً كاملاً منذ بداية شهر مارس الماضي. مضيفاً أنه اتفق مع ماكرون على تنسيق الجهود بشأن مؤتمر إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته بعد وقف الحرب.