الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

سقطرى | القصة الكاملة لافتتاح مطار جزيرة “عبد الكوري”

أعلنت وزارة النقل بحكومة عدن عن افتتاح مطار في جزيرة عبد الكوري في أرخبيل سقطرى اليمني، وقالت إن افتتاح هذا المطار يرفع عن الجزيرة حالة العزلة ويربطها بالأرخبيل واليمن والعالم.

ويأتي تشييد وافتتاح المطار بدعم من الإمارات، وتقول وزارة النقل إنها ستجعل جزيرة عبد الكوري، البالغ عدد سكانها قرابة 2000 نسمة، محط اهتمام الوزارة بالتنسيق مع الحكومة ووزارة التخطيط، وستعمل أيضاً على تطوير المشاريع القائمة فيها مثل المطار والميناء وفق اطلاع بقش على ما نشرته الوزارة.

مدني وعسكري.. انطلاق “المطار الغامض”

في بداية العام الجاري 2025، كان موقع The Maritime Executive الأمريكي لشؤون الشحن البحري، قد ذكر في تقرير اطلع عليه بقش أنه يتم الإسراع في تشييد مطار وصفه الموقع بـ”الغامض”، وتوقَّع التقرير أن العمليات المتسارعة في إنشاء هذا المطار جاءت في سياق تصاعد الصراع حول اليمن وسط تهديدات حكومة صنعاء في البحر الأحمر والبحر العربي.

وأوضح ذلك التقرير إن معظم خصوم الحوثيين يحتاجون إلى الإطلاق (الهجوم) من مطارات تبعد آلاف الكيلومترات، مما يمثل تحديات في مجال الاستخبارات والاستهداف والتزود بالوقود ويجعل من المستحيل الاستجابة السريعة لموقف تكتيكي متطور.

لذلك نُظر دولياً إلى مطار جزيرة عبد الكوري اليمنية، بجوار قناة جاردافوي، بأن له أهمية استراتيجية أكبر من كونه مطاراً عادياً، إذ يمكن استخدامه عسكرياً.

وقال الموقع الأمريكي أيضاً إن الطائرات التي تحلق من جزيرة عبد الكوري ستسيطر على قنوات الشحن عبر خليج عدن إلى مضيق باب المندب، ويمكنها أن تحافظ على وجود مستمر أو القدرة على الاستجابة السريعة لشن مهام تكتيكية رداً على التهديدات التي تواجه الشحن التجاري.

ووفق مراجعات بقش، فقد بدأ العمل على مطار جزيرة عبد الكوري في العام 2021، لكن تقدُّمه كان بطيئاً، لكن في الأسابيع الأخيرة، في أواخر عام 2024، تسارعت وتيرة العمل على المطار.

وفي 23 ديسمبر الماضي، تم الانتهاء من 1800 متر من مدرج المطار، وتم طلاؤه بعلامات المسافة ومفاتيح البيانو في الطرف الجنوبي، كما جرى تعبيد ساحة الانتظار، رغم أنها قد تكون كبيرة بما يكفي فقط لاستدارة الطائرات الزائرة.

وحسب موقع ماريتايم فإن مدرج مطار جزيرة عبد الكوري لديه القدرة الكافية لدعم مجموعة كاملة من الطائرات الهجومية والاستطلاعية البحرية وطائرات النقل الثقيلة، كما تم تشغيل مصنع سحق على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الغربي، مع شاحنات تنقل المواد الخام لبناء أسس كافية لتحمل وزن الطائرات الكبيرة.

وهناك شكل من أشكال موقع المرافق على أعلى نقطة من تلة يبلغ ارتفاعها 100 متر إلى الغرب من الطرف الشمالي للمطار ومجاورة له، ويطل موقع قمة التل على الساحل الشمالي، ويخدمه طريق مستخدم جيداً، وقد تم احتلاله واستخدامه لمدة 15 سنة على الأقل، والغرض من الموقع غير واضح، لكن يمكن أن يكون هوائي راديو أو موقع ضخ مياه، كما سيكون وفقاً للموقع في وضع جيد لتلبية احتياجات الاتصالات للمطار.

توسع النفوذ الإماراتي

افتتاح المطار جاء على إثر توسع النفوذ الإماراتي وتحركات الدولة الخليجية في أرخبيل سقطرى عموماً، بما فيها إنشاء المطار.

وسبق أن ذكرت منصة إنتل لاب، في تقرير لها عام 2022، أنّ التحركات الإماراتية تشمل تشييد “مطار عسكري”. وحسب المنصة المعنية بمراقبة الأصول العسكرية، فإن مطار جزيرة عبد الكوري يُعد ضمن تحركات أبوظبي في جزيرة عبد الكوري.

ويندرج المطار ضمن مشاريع الإمارات، والتي تتبناها شركات كشركة المثلث الشرقي القابضة الإماراتية. وفي السياق يُشار إلى تسليم إدارة مطار سقطرى مؤخراً للشركة، وهو ما أثار احتجاج العاملين الذين قالوا إن هذه الخطوة تهددهم بالتسريح من المطار واستبدالهم بعاملين آخرين تقوم الإمارات بتعيينهم.

وما يثير التساؤلات هو أن توسع النفوذ الإماراتي يأتي وسط صمت المجلس الرئاسي، في الوقت الذي تخضع فيه المحافظة اليمنية، تحت إدارة السلطة المحلية المدعومة من أبوظبي، لسيطرة إماراتية شبه كاملة.

فالشركات العاملة في قطاعات النفط والغاز والمواد الغذائية تفرض التعامل بالدرهم الإماراتي حصراً، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار وإفقاد السكان الثقة بالريال اليمني. كما تتم السيطرة على مفاصل الاقتصاد في سقطرى بسيطرة إماراتية مباشرة على الأنشطة الاقتصادية في الجزيرة، مثل أنشطة السياحة عبر شركات إماراتية تسيطر على الفنادق والمنتجعات دون تنسيق مع حكومة عدن.

ويُضاف ذلك إلى السيطرة على قطاع الطاقة السقطري، من خلال مشاريع طاقة شمسية ووقود تُدار بعيداً عن إشراف السلطات اليمنية، بالترافق مع تعزيز الوجود العسكري في الجزيرة منذ سنوات، وسط اتهامات بتحويل الأرخبيل إلى قاعدة استراتيجية تخدم الأجندة الإقليمية للدولة الخليجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى