مجاعة في غزة وموقف حرج لـ إسرائيل وحلفائها

تتفاقم المجاعة في قطاع #غزة بسبب استمرار الحرب والحصار، وخصوصاً في شمال القطاع الذي يزداد فيه سوء التغذية الحاد.
وتقول وكالة الأونروا إن واحداً من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين في شمال غزة يعاني الآن من سوء تغذية حاد وسط تزايد الضغوط على إسرائيل بسبب المجاعة، مع فشل جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان.
وتشهد غزة موجة تضخم هائلة أدت إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 600% خلال الشهور الخمسة الماضية، أي منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، وفق بيانات نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال.
ودمرت #إسرائيل معظم مباني القطاع، مما أجبر جميع السكان تقريباً على ترك منازلهم وتسبب في أزمة جوع هائلة أثارت قلقاً عالمياً حتى من حلفاء إسرائيل.
فالدول الغربية تدعو إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات، وفقاً لمتابعات “بقش”، فيما تقول #الأمم_المتحدة إنها تواجه “عقبات هائلة” تشمل إغلاق المعابر وعمليات التفتيش المرهقة وفرض قيود على الحركة والاضطرابات داخل غزة.
مجاعة في غزة وبضائع إلى إسرائيل
وبينما تشتد المجاعة في قطاع غزة، تتدفق البضائع من #الإمارات إلى إسرائيل عبر جسر بري يمر بـ #السعودية و #الأردن، رغم أن الأخيرة سبق ونفت وجود أي جسر بري يمر من أراضيها.
لكن في وقت سابق كان وزيرة المواصلات الإسرائيلية صوّرت رحلتها إلى ميناء موندرا في #الهند، الذي تخرج منه البضائع إلى إسرائيل مروراً بالإمارات ومن ثم عبر الطريق البري وفق قولها.
وقالت الوزيرة إن ذلك يأتي وسط “التحديات” التي فُرضت على إسرائيل بسبب الحرب وهجمات قوات #صنعاء في #البحر_الأحمر التي منعت مرور السفن المتوجهة إلى إسرائيل.
واعتُبر تصريح تلك الوزيرة بمثابة تأكيد على أن الطريق البري المار بالدول العربية (الإمارات – السعودية – الأردن) يُعد بديلاً لطريق البحر الأحمر المفروض الحظر عليه أمام السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل.
إسرائيل تحت الضغط
ويرى محللون أن هجمات قوات صنعاء التي أُعلن عن توسعتها لتشمل السفن المارة عبر المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح، من شأنها أن تزيد الضغوط على إسرائيل المتضررة بالفعل من توترات البحر الأحمر.
وهناك حالة من عدم الرضا في الداخل الإسرائيلي على الرد الأمريكي على هجمات قوات صنعاء، حيث تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن الإسرائيليين كانوا يتوقعون رداً غربياً أكثر قوة.
وتأثرت إسرائيل على مستوى سلاسل الإمدادات لكون البحر الأحمر الممر المائي الوحيد الذي يربطها مع خطوط التجارة في #آسيا و #أفريقيا، وتمر 98% من صادراتها و12% من وارداتها عبر هذا البحر، وتقدّر الصادرات الإسرائيلية السنوية بأكثر من 20 مليار دولار سنوياً.
وتقول شركة مارش إسرائيل، الفرع الإسرائيلي لأكبر وسيط تأمين في العالم، إن الحرب تزيد بطبيعة الحال تكاليف الاستيراد، وقد أدت حالة الحرب التي تعيشها إسرائيل إلى قفز سعر التأمين بنسبة 300% في إسرائيل جراء مخاطر الحرب.
ووفقاً لتقرير إسرائيلي اطلع عليه “بقش” بموقع “مراقب الدولة الإسرائيلية”، ازداد غلاء المعيشة في إسرائيل بشكل كبير، حيث أصبحت أسعار المواد الغذائية في إسرائيل أعلى بحوالي 51% مقارنة بدول #الاتحاد_الأوروبي، وأصبحت أسعار الخبز أعلى بنسبة 82% مقارنة بـ #أمريكا و #إنجلترا و #نيوزيلندا و #إسبانيا، وسط تأثيرات “سلوك الحوثيين” في البحر الأحمر.
كما أن مستويات الخدمة والكفاءة في موانئ إسرائيل منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة ومقارنة بموانئ مماثلة في العالم، ولهذا عواقب على غلاء المعيشة، حسب التقرير.
وهناك أكثر من نصف تريليون شيكل هي ديون العائلات للسكن، ولا يزال 97% منها للبنوك و3% فقط لهيئات مؤسسية.
الميناء الأمريكي المؤقت
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الحالة العامة لغزة كارثية وسط عرقلة المعابر البرية، تواصل #واشنطن مساعيها لإنشاء الميناء البحري المؤقت على ساحل غزة، وهو ما يوصف بأنه إحجام أمريكي عن مواجهة إسرائيل بسبب عرقلتها تسليم مساعدات الإغاثة أو استخدام النفوذ الاستثنائي للولايات المتحدة، باعتبارها الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، للتخفيف من وطأة أكبر قدر من ضرر العواقب الكارثية للحرب على غزة.
وكانت عمليات إدخال المواد الإغاثية إلى غزة بدأت بحراً ومن خلال الإنزال الجوي، إلا أن وكالات الإغاثة تقول إن هذا ليس بديلاً عن جلب الإمدادات عن طريق البر.
وتقول مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية إن أول شحنة مساعدات عن طريق البحر وصلت إلى غزة من #قبرص الجمعة 15 مارس الجاري، وجرى تفريغها، مشيرة إلى أن هناك سفينة أخرى جاهزة للإبحار، فيما قالت أمريكا والأردن إنهما نفذتا عملية إسقاط جوي السبت.
وتقول إدارة #بايدن إن إنشاء رصيف مؤقت قد يستغرق أسابيع لبنائه، إلا أن الوكالات الإغاثية تعتبر أن الحل الحقيقي هو وقف الحرب ورفع الحصار الإسرائيل عن غزة وإعادة فتح المعابر البرية.
ويُنظر إلى الميناء الأمريكي المؤقت على أنه ما زال غامضاً في هذا الوقت بالتحديد، حيث إن الفصائل الفلسطينية كانت تطلب سابقاً خلال الحصار المستمر على غزة منذ أكثر من 17 عاماً بتشييد ميناء بحري من وإلى قطاع غزة، حتى تتلافى المشكلات في المعابر وإجراءات إسرائيل فيها، وكان هذا الطلب يرفض دائماً.
كما يُنظر إلى أن الميناء يرتبط بتشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى #أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر #رفح البري على الحدود مع #مصر.
حرج أمريكي
يتواصل الدعم اللامحدود الأمريكي والغربي لإسرائيل، إلا أن استمرار سياسات الحرب لدى الأخيرة يؤدي إلى إحراج حلفائها الذين واجهوا موقفاً سيئاً خصوصاً بعد مطالبة محكمة العدل الدولية بأن تعمل إسرائيل على منع جميع أعمال الإبادة.
ويقول النائب الأمريكي رو خانا، إن إسرائيل تخوض “حرباً متهورة” في غزة، وتتحدى الولايات المتحدة، وذلك بقصف مخيمات اللاجئين وضرب المستشفيات و”تحدي واشنطن بعدم السماح للمساعدات بالدخول”.
وعبّر خانا عن وضع حلفاء إسرائيل في موقف حرج، بقوله إنه في حال واصل نتنياهو تحدي واشنطن وواصل منع دخول المساعدات وذهب إلى اجتياح رفح، فعندئذٍ “يجب أن يتوقف نقل الأسلحة وبدون شروط”، ما يعني “التوقف عن حماية نتنياهو من المجتمع الدولي في الأمم المتحدة، ويعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.