الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

صراع خفي في عدن: سباق على “تأشيرات الخروج” يتجاهل أزمة التعليم المتفاقمة

في ظل الشلل التعليمي والإضرابات الواسعة في مناطق حكومة عدن، تتنافس قيادات وزارية على فرص الإشراف الخارجي وسط تنديد واسع.

ففي خضم أزمة تعليمية خانقة تعصف بالمدارس الحكومية في عدن جراء الإضرابات المتواصلة، ومع اقتراب شبح تأجيل الامتحانات الوزارية بسبب عدم تلبية مطالب التربويين، ينكشف صراع محموم وغير معلن داخل أروقة وزارة التربية والتعليم.

الهدف هذه المرة ليس إنقاذ العام الدراسي المهدد، بل الظفر بفرص سفر مغرية إلى الخارج تحت غطاء لجان الإشراف على الامتحانات، وهو ما أثار موجة من الاستياء والغضب في أوساط التربويين.

تكرار الوجوه وتغييب الكفاءات.. اتهامات بالتهميش الممنهج

كشفت مصادر مطلعة لمرصد بقش عن منافسة شرسة تجري بين عدد من المسؤولين البارزين في الوزارة لحجز مقاعد لهم ضمن الوفود المشرفة على الامتحانات خارج البلاد.

الأمر المثير للدهشة والاستياء هو تكرار أسماء بعينها في هذه الترشيحات بشكل سنوي، بينما يتم تجاهل وتهميش عشرات الكوادر التربوية المؤهلة التي تزخر بها الوزارة، في انتهاك صارخ لمبدأ تكافؤ الفرص.

ويزداد المشهد غرابة مع تزامن هذه التحركات مع تعميم حكومي واضح وصريح صادر عن رئيس مجلس الوزراء، يقضي بمنع سفر القيادات والمسؤولين في هذه الفترة الحرجة إلا للضرورة القصوى.

إلا أن بعض المعنيين، حسب المصادر، يلجأون إلى طرق ملتوية للتحايل على هذا القرار، مستخدمين جوازات سفرهم الشخصية وتنسيقات تتم بعيداً عن القنوات الرسمية.

“عبث إداري” و”خيانة للأمانة”.. انتقادات لاذعة للتصرفات الوزارية

وصف مراقبون هذه التصرفات بـ”التحايل المؤسسي على القانون” و”عبث إداري” يتنافى بشكل كامل مع المسؤولية الوطنية والأخلاقية، خاصة في ظل الارتباك الشديد الذي تعيشه المؤسسات التعليمية والقلق المتزايد من ضياع مستقبل الطلاب.

واعتبر تربويون أن انشغال الوزارة بمسألة السفر وتجاهل مصير مئات الآلاف من الطلاب الذين يواجهون الغموض بشأن مستقبلهم الأكاديمي، يكشف عن غياب واضح للأولويات وابتعاد الوزارة عن صميم هموم الميدان التربوي. وطالبوا الجهات الرقابية وهيئة مكافحة الفساد بفتح تحقيق فوري وعاجل في هذه الترشيحات التي باتت تُدار بمعايير الولاء والمصالح الشخصية لا الكفاءة والجدارة.

وشدد التربويون على أن أي تفريغ للوزارة من كوادرها القيادية في هذا التوقيت الحرج، دون وجود خطة إنقاذية واضحة المعالم لمعالجة الأزمة التعليمية المتفاقمة، يعد بمثابة تخلٍّ صريح عن المسؤولية وخيانة للأمانة الملقاة على عاتقهم.

وطالبوا بضرورة الوقف الفوري لهذه “الرحلات العبثية” وإعادة ترتيب أولويات الوزارة من الداخل، بحيث تخدم مصلحة الطالب والعملية التعليمية أولًا وقبل كل شيء.

تداعيات الأزمة التعليمية في اليمن: مستقبل غامض وتحديات متزايدة

تعاني العملية التعليمية في اليمن بشكل عام، من تحديات جمة تتجاوز مسألة الإضرابات والسباق على المناصب.

فبالإضافة إلى تدهور البنية التحتية للمدارس ونقص الكوادر المؤهلة وانقطاع مرتبات التربويين، يواجه القطاع التعليمي تداعيات الصراع الدائر في البلاد، والذي أثر بشكل كبير على سير العملية التعليمية وحق الطلاب في الحصول على تعليم جيد وآمن.

وتسببت سنوات الحرب في نزوح أعداد كبيرة من السكان، مما أدى إلى اكتظاظ الفصول الدراسية في بعض المناطق ونقص حاد في الموارد التعليمية في مناطق أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش