غزة ترفع شعارات أوروبا ضد “دولة الإبادة الإسرائيلية”.. والقطاع على شفا المجاعة واقتصاد إسرائيل يقع في عجز

متابعات | بقش
تشهد أوروبا مظاهرات حاشدة تطالب بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي على قطاع غزة المحاصر، وإيقاف سياسة التجويع الإسرائيلية الأمريكية التي تُنتهج ضد الفلسطينيين في القطاع.
في فرنسا رفع المتظاهرون شعارات مثل “أوقفوا الإبادة” و”اتركوا الشاحنات تدخل إلى غزة” و”الاحتلال جريمة إسرائيلية”، في حين لوح الرئيس الفرنسي بإجراءات ضد إسرائيل إذا لم تتوقف الحرب ولم يتم رفع الحصار، إلا أن المتظاهرين طالبوا الحكومة الفرنسية بتنفيذ ذلك واقعاً وفرض عقوبات على إسرائيل ووقف الإبادة، ووقف فرنسا تسليح إسرائيل، وسحب سفيرها من تل أبيب، والضغط لإعادة النظر في الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وخرج متظاهرون في العاصمة الهولندية أمستردام تحت الأمطار الغزيرة، مطالبين بوقف حرب الإبادة حسب متابعات بقش، وفي مدينة ميلانو شمالي إيطاليا طالب الإيطاليون بإغاثة غزة وإدخال المساعدات وإيقاف المجاعة وقتل الأطفال، ومحاسبة إسرائيل وقادتها على جرائمهم.
وتظاهر المئات في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما شهدت العاصمة الألمانية برلين وقفة احتجاجية طالبت بالتوقف عن تصدير الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، وتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية لإنهاء جرائم الحرب الإسرائيلية.
وفي بريطانيا طالب مسلمون الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، منددين بفشل الحكومة البريطانية في منع المجاعة والمعاناة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، مؤكدين أن الحكومة البريطانية غضت الطرف عن محاسبة إسرائيل، وتخاطر بتقويض التزاماتها تجاه القانون الدولي وحقوق الإنسان.
إلى ذلك شهدت موريتانيا خروجاً احتجاجياً وُصف بـ”المليونية”، وتوجهت المسيرة من ساحة الحرية وسط العاصمة نواكشوط باتجاه مقر الأمم المتحدة. كما خرج الآلاف في إندونيسيا يطالبون العالم باتخاذ خطوات حقيقية لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وإتاحة توزيع المساعدات الغذائية والطبية بشكل كامل.
تحركات إسبانية
وتبرز إسبانيا في مقدمة الدول الأوروبية التي اتخذت إجراءات فعلية ضد إسرائيل، إذ أكدت الحكومة الإسبانية أنها لم تعد تسمح ببيع الأسلحة لإسرائيل ولا برسو السفن التي تحملها في الموانئ الإسبانية.
وقد أدى ضغط الشارع الإسباني، على مدى أكثر من عام، إلى إلغاء الحكومة صفقات شراء أسلحة إسرائيلية، وباتت الحكومة تصف إسرائيل بأنها “دولة إبادة جماعية”، وهو ما عقَّد العلاقات بين الجانبين.
اليوم الأحد، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن على المجتمع الدولي أن ينظر في فرض عقوبات على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، وذلك قبل اجتماع في مدريد يضم دولاً أوروبية وعربية لمطالبة إسرائيل بوقف الحرب، ويأتي اللقاء حسب اطلاع بقش بدعوة من إسبانيا بمشاركة دول تؤيد حل الدولتين، ويناقش المجتمعون سبل تحسين الوضع الإنساني في القطاع وضمان وصول المساعدات، إلى جانب تنسيق الجهود الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأكد وزير الخارجية الإسباني أنه يتم دراسة فرض عقوبات على إسرائيل، وأضاف: “لا نعطي دروساً لأحد، لكن الاعتراف بفلسطين هو السبيل لحماية السلام”.
غزة على شفا المجاعة
وتعيش غزة في أوضاع قاسية للغاية وأصبحت “على شفا المجاعة” على حد تعبير برنامج الأغذية العالمي، حيث حذر البرنامج اليوم الأحد من أن الأسر الفلسطينية في القطاع لا تزال على شفا المجاعة، وهناك حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات في القطاع المحاصر.
واعتبر برنامج الأغذية العالمي أن السماح بدخول المساعدات إلى غزة هو الخطوة الأولى، وهناك حاجة إلى توفر إمكانية نقل وتوزيع الغذاء داخل القطاع بأمان ودون تأخير. ويأتي ذلك في حين تروج سلطات الاحتلال والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب غزة، من خلال منظمة سُجلت حديثاً في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، وتشير تقارير إعلامية تابعها بقش إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقد أقرت إذاعة جيش الاحتلال بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيداً لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
حظر على إسرائيل ومعاناة اقتصادية
ومع استمرار الحرب والحصار على غزة، تواصل قوات صنعاء هجماتها الصاروخية على إسرائيل، وفرض الحظر البحري الذي أغلق المجال على الملاحة الإسرائيلية وتسبب في إغلاق وإفلاس ميناء إيلات، الوحيد المطل على البحر الأحمر، حتى توسع الاستهداف إلى فرض حظر جوي بضرب مطار “بن غوريون” الواجهة الدولية الأساسية لإسرائيل، ثم الإعلان عن استهداف ميناء حيفا الذي يُعد هو الآخر بوابة إسرائيل البحرية. وجاء الإعلان عن فرض حظر بحري على ميناء حيفا رداً على تصعيد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واليوم الأحد أعلنت قوات صنعاء عن استهداف مطار بن غوريون مجدداً بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقالت إن العملية حققت هدفها بنجاح وتسببت في هروع ملايين الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار، وأضافت أنها مستمرة في حظر حركة الملاحة الجوية إلى مطار اللد (بن غوريون)، مشيرةً إلى استجابة معظم الشركات خلال الأيام الماضية لقرار الحظر وهو ما أثر بشكل كبير على الحركة في المطار.
وتفرض حرب الإبادة واستمرار استهداف إسرائيل بالصواريخ اليمنية تساؤلات من جانب وسائل الإعلام العبرية، التي تقول إن هذه الهجمات اليمنية أبرزت فجوة حقيقية في القدرات الإسرائيلية، على الصعيدين العسكري والاستخباراتي، في حين يتم التعبير عن الاتفاق بين الولايات المتحدة وسلطات صنعاء بأنه أشبه بالتخلي الأمريكي عن إسرائيل في ما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وقوات صنعاء.
وهذه التطورات تأتي في الوقت الذي يعاني فيه اقتصاد إسرائيل من عجز في الميزانية يتفاقم جراء استدعاء الاحتياط وتمديد فترة الخدمة الإلزامية وشراء الذخائر، وقد يؤدي العجز إلى رفع الضرائب وتقليص الخدمات الاجتماعية وفق اطلاع بقش على صحيفة هآرتس، وتؤكد أن الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر جسيمة نتيجة استمرار العمليات العسكرية وسوء إدارة السياسات المالية.
ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة، انكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 1.5%، وتراجعت الصادرات والاستثمارات بشكل كبير، مما أثر سلباً على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وإضافة إلى ذلك ارتفع الإنفاق العسكري بشكل ملحوظ، حيث بلغ إجمالي الإنفاق على الحرب خلال عام 2024 وحده حوالي 168.5 مليار شيكل (أكثر من 46.86 مليار دولار)، ما يمثل 8.4% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما أدى لزيادة عجز الموازنة إلى 6.8% من الناتج المحلي.