أخبار الشحن
أخر الأخبار

عودة تدريجية لسفن الشحن إلى قناة السويس عقب تخفيض رسوم المرور

أخبار الشحن | بقش

تتجه مؤشرات جديدة نحو تعافٍ تدريجي لحركة الملاحة عبر قناة السويس، بعد أن منحت هيئة القناة خصومات بلغت 15% على رسوم العبور للحاويات، مما شجع العديد من شركات الشحن العالمية على إعادة النظر في استخدام هذا الممر الحيوي.

من بين الشركات التي تبدي اهتماماً متزايداً كانت شركة “سي إم إيه سي جي إم” الفرنسية، التي تعيد ترتيب خطط نقلها بين آسيا وأوروبا ضمن سعيها لتخفيف التأخيرات اللوجستية.

سفينة “CMA CGM Jules Verne” تعود إلى قناة السويس في يونيو

كشف تحليل جديد أجرته شركة eeSea، المتخصصة في تتبع حركة السفن، عن تحركات محتملة لسفينة الحاويات الكبيرة “CMA CGM Jules Verne”، ذات الطاقة الاستيعابية 16 ألف حاوية نمطية، حيث من المنتظر أن تعبر قناة السويس في 21 يونيو القادم أثناء رحلتها الجنوبية.

وتُعد هذه السفينة واحدة من 15 سفينة تشارك في خدمة النقل MED2 بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط، التابعة لتحالف “أوشن ألاينس” وفق مراجعة بقش، وقد اختارت الشركة الاعتماد على قناة السويس في الرحلة العودة إلى آسيا، فيما يبدو أنه استجابة مباشرة لتخفيضات الرسوم ورغبة في تقليص زمن الشحن.

ومن المخطط أن تصل السفينة إلى ميناء فالنسيا الإسباني في 04 يونيو، لتتبعه زيارات لميناءي برشلونة ومرسيليا، قبل أن تستقر في مالطا، مركز عمليات CMA CGM في البحر الأبيض المتوسط، بتاريخ 17 يونيو، ومن هناك، ستواصل السفينة رحلتها عبر البحر الأحمر، مع توقف دعائي في ميناء جدة السعودي في 24 يونيو، قبل أن تتجه أخيرًا إلى ميناء كلانج في ماليزيا.

وقال جون كينجوري، مدير العمليات في eeSea: “تشير البيانات إلى أن السفينة قد تواجه تأخيراً يقارب 15 يوماً عند مغادرتها ميناء مارساكسلوك. لكن باستخدام قناة السويس، فإن هذا التأخير قد يتقلص إلى حوالي ستة أيام فقط عند الوصول إلى ميناء كلانج، وهو ما يمثل ميزة لوجستية واضحة”.

إجراءات أمنية مشددة واستخدام متعمد لـ”التخفي” البحري

على الرغم من التحسن في الحركة الملاحية، لا تزال المخاطر الأمنية قائمة في البحر الأحمر، حيث تؤكد بيانات eeSea التي اطلع عليها بقش أن “CMA CGM Jules Verne” عبرت البحر الأحمر أكثر من خمس مرات خلال هذه الفترة، وفي إحدى المناسبات كانت مرافقة من قِبل البحرية الفرنسية.

وأشار كينجوري إلى أن الشركة تتخذ تدابير أمنية صارمة، بما في ذلك تعطيل نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS) لفترات طويلة، في ما يُعرف بظاهرة “الاختفاء الإلكتروني”، وذلك لتجنب الكشف عن مواقع السفن في المناطق عالية الخطر.

وأوضح كينجوري أن “تحليل أنماط الإبحار يظهر أن السفينة تعتمد بشكل حصري على قناة السويس في رحلاتها العودة المتجهة شرقاً إلى آسيا، بينما تفضل مسار رأس الرجاء الصالح في الحركات الغربية العائدة إلى أوروبا، وهو ما يعكس توازناً دقيقاً بين الجدوى الاقتصادية والأمان التشغيلي”.

تأتي هذه التطورات وسط أزمة شحن مستمرة ضربت البحر الأحمر منذ تصاعد العمليات المرتبطة بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى تصاعد الهجمات اليمنية على السفن التجارية المرتبطة بالملاحة الإسرائيلية في المياه الدولية، مما دفع عدداً كبيراً من شركات الشحن الكبرى إلى تغيير مساراتها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، رغم طوله وكثرة تكلفته.

وشكلت تلك الأزمة امتحاناً حقيقياً لقدرة الاقتصاد العالمي على التعامل مع اضطرابات الممرات البحرية الحيوية، في وقت تزداد فيه الضغوط الجيوسياسية، ومع ذلك، فإن التحركات الأخيرة لشركة CMA CGM تشير إلى بدء مرحلة استعادة الثقة، وإن كان ذلك بحذر وبالتزامن مع إجراءات أمنية غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش