أخبار الشحنالاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

الاتحاد الأوروبي يرضخ لـترامب: “اتفاق الرسوم الجمركية يجب أن يحقق المنفعة المتبادلة”

في خطوة تهدف لتهدئة التوترات التجارية التي يثيرها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، أكدت المفوضية الأوروبية استعدادها للدخول في حوار مع الولايات المتحدة لتعديل الرسوم الجمركية المتبادلة، مشددة على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن “يحقق التوازن بين مصالح الطرفين”.

جاء هذا التصريح رداً على تصاعد التهديدات بفرض رسوم انتقامية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي الذي يرى ترامب بأنه غير عادل في معاملاته التجارية مع واشنطن، حد تعبيره.

الأوروبيون: نسب التعريفات ليست ثابتة

أوضحت المفوضية أن حساب متوسط الرسوم الجمركية بين الجانبين “يعتمد على منهجيات متعددة قد تنتج أرقاماً مختلفة”، لكنها قدّرت أن المتوسط الفعلي للتعريفات يبلغ نحو 1% على تجارة السلع، التي بلغت قيمتها 85 مليار يورو عام 2023.

وسجّل الاتحاد الأوروبي فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة في قطاع السلع بقيمة 157 مليار يورو (صادرات= 503 مليارات يورو، واردات= 347 ملياراً)، بينما يعاني من عجز في الخدمات بلغ 109 مليارات يورو، ليصبح الفائض الإجمالي 48 مليار يورو (3% من إجمالي التجارة البالغة 1.6 تريليون يورو).

مقارنة بين الهياكل الجمركية: سيارات vs شاحنات

فرض الاتحاد الأوروبي تعريفة 10% على واردات السيارات، مقابل 2.5% في الجانب الأمريكي، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تفرض رسوماً بنسبة 25% على شاحنات “البيك آب”، التي تشكل ثلث مبيعات السيارات، واصفاً إياها بـ”ضريبة الدجاج”.

إلى ذلك نفت المفوضية أن تكون ضريبة القيمة المضافة (VAT) -التي ينتقدها ترامب بشدة- إجراءً حمائياً، مؤكدة أنها تُطبق بشكل موحد على السلع المحلية والمستوردة، على عكس الرسوم الجمركية التي تستهدف الواردات فقط.

بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أكدت التزامها بتعزيز الشراكة عبر الأطلسي، معربة عن انفتاحها على مفاوضات “عادلة وقائمة على القواعد”، وذلك بعد أيام من إعلان الهند عن خفض رسومها على السيارات الأمريكية، غير أن المفوضية حذرت من أن أي تسوية يجب ألا تكون من طرف واحد، قائلة:
“التعاون الحقيقي يعني أن يكسب الجميع… لا مكان للحلول غير المتوازنة”.

تأتي هذه التصريحات في ظل مخاوف من تصاعد حرب تجارية قد تعيق التعافي الاقتصادي العالمي، خاصة مع تباين هياكل الرسوم بين الجانبين. فبينما تتفوق الولايات المتحدة في فرض رسوم انتقائية على سلع محددة، يتميز النظام الأوروبي بتركيزه على الحماية عبر آليات مثل ضريبة القيمة المضافة.

وتبدو بروكسل حريصة على تجنب تصعيد جمركي مع واشنطن، لكنها ترفع سقف مطالبها بضرورة مراعاة مصالحها، خاصة في قطاعات مثل السيارات حيث التفوق الأوروبي واضح.

التحدي الأكبر سيكون في إيجاد صيغة توفق بين النموذج الأمريكي “الانتقائي” والأوروبي “الشامل”، مع الحفاظ على التحالف التاريخي الذي يبلغ حجم تجارته ما يزيد عن 2 تريليون دولار سنوياً إذا أُضيفت الاستثمارات وتبادل الخدمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى