شركة MSC تُحوِّل سفنها العملاقة إلى مسارات عالية الأرباح في خطوة استراتيجية غير مسبوقة

أعلنت شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة (MSC)، أكبر شركة نقل حاويات في العالم، عن تحويل كامل أسطولها من السفن الضخمة من خطوط الشرق الأقصى إلى شمال أوروبا، نحو مسارات أكثر ربحية تشمل الشرق الأقصى والبحر الأبيض المتوسط، وآسيا، وغرب إفريقيا، وفقاً لتقرير صادر عن شركة Alphaliner المتخصصة في تحليل قطاع الشحن. وجاءت هذه الخطوة لاستغلال ارتفاع أسعار الشحن الفوري في تلك المسارات، في إطار استراتيجية تستهدف تعظيم العوائد المالية.
كشف تحليل Alphaliner أن أسطول MSC المُعاد توجيهه يضم حالياً سفناً تصل سعتها إلى 16,600 حاوية نمطية (TEU) في تجارة آسيا-غرب إفريقيا، فيما وُصِف التحرك بأنه “تطور بارز” يعكس تحولاً جذرياً في أولويات الشركة. وأشار التقرير إلى أن الدافع الرئيسي هو “الاستفادة من الأسعار المرتفعة في تلك الأسواق”، خاصة مع تراجع الطلب على خطوط شمال أوروبا التقليدية.
قبل هذا التغيير، كانت السفن الأكبر ضمن تحالف 2M (المشترك مع ميرسك) تُستخدم في خدمة Lion / AE6، والتي استُبدلت الآن بخدمة مستقلة تُدعى Lion، تعتمد على سفن أصغر تتراوح سعتها بين 13,000 و16,616 حاوية نمطية.
كما شمل التخفيض في حجم السفن ثلاث حلقات شحن أخرى تابعة للشركة على خط الشرق الأقصى-شمال أوروبا، وهي: Albatross وSwan وBritannia.
نقل السفن العملاقة إلى مسارات جديدة
وفقاً لـAlphaliner، سيتم إعادة نشر السفن الضخمة التي تتجاوز سعتها 24,000 TEU إلى خدمة آسيا-غرب إفريقيا إكسبريس، بينما ستُوجَّه السفن التي تتراوح سعتها بين 19,200 و24,300 TEU إلى ثلاث من أصل أربع حلقات شحن مستقلة بين الشرق الأقصى والبحر المتوسط، وهي:
- خدمة جايد (Jade): بمتوسط سعة 23,500 TEU.
- خدمة دراغون (Dragon): بمتوسط سعة 19,200 TEU اعتباراً من منتصف مارس.
- خدمة تايجر (Tiger): بمتوسط سعة 18,525 TEU.
ومن المقرر أن تدخل سفينة MSC Diletta (سعة 23,782 TEU) الخدمة على خط إفريقيا إكسبريس بدءاً من يوم 27 فبراير، تليها سفن عملاقة أخرى مثل:
- MSC Turkiye (24,346 TEU).
- MSC Tessa (24,116 TEU).
- بالإضافة إلى سفن: MSC Samar، وMSC Gemma، وMSC Michel Cappellini، وMSC Claude Girardet، وMSC China.
أبرزت Alphaliner أن خروج MSC من التحالفات البحرية (مثل تحالف 2M) منحها مرونة غير مسبوقة في إعادة توزيع الأسطول وفقاً لتقلبات العرض والطلب.
وأوضح التقرير: “القدرة على التحرك السريع تُعد ميزة استراتيجية في سوق متقلب، لكنها تعني أيضاً أن هذه التغييرات قد لا تكون دائمة. فإذا تغيرت ظروف الأسعار، يمكن لـ MSC إعادة توجيه سفنها إلى مسارات مثل أوروبا أو الشرق الأوسط أو حتى المحيط الهادئ”.
خلفية القرار وتأثيراته
تأتي هذه الخطوة في سياق تحوُّل عالمي نحو استغلال المسارات ذات العوائد المرتفعة، خاصة مع استمرار اضطرابات سلاسل التوريد العالمية وتغير أنماط التجارة. ومن المتوقع أن تعزز MSC من حضورها في أسواق غرب إفريقيا والبحر المتوسط، التي تشهد نمواً في الطلب على خدمات الشحن.
ويرى محللون أن استجابة MSC السريعة تعكس تحولاً في استراتيجيات كبرى شركات النقل، التي أصبحت تعطي أولوية قصوى للربحية قصيرة المدى في بيئة تتسم بعدم الاستقرار. كما تُبرز الخطوة أهمية الخروج من التحالفات التقليدية لتعزيز القدرة التنافسية، رغم ما تحمله من مخاطر متعلقة بتقلبات السوق.
كما تُشير التطورات الأخيرة إلى أن صناعة النقل البحري ستشهد مزيداً من التكتيكات المرنة، مع تركيز الشركات على تحسين تخصيص الموادر وفقاً للفرص الآنية، في ظل تنامي المنافسة وتعدد التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.