
أكدت شركة ميرسك الدنماركية العملاقة للشحن، خلال اجتماعها السنوي للمساهمين، التزامها بعدم إرسال أسلحة أو ذخائر إلى مناطق النزاعات، رغم اعترافها بنقل معدات عسكرية لجهات إسرائيلية.
وجاء ذلك رفضاً لمقترح قدمه مساهمون يطالبون بوقف التعامل العسكري مع إسرائيل، وسط تصاعد الانتقادات الدولية لحرب الإبادة ضد غزة والتي بدأت في أكتوبر 2023.
وأوضح الرئيس التنفيذي “فينسنت كليرك” أن سياسة الشركة تمنع شحن الأسلحة، لكنها “تنقل بضائع ذات صلة بالجيش وفقاً للقوانين الدولية”، مُشيراً إلى التزام ميرسك بإرشادات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
من جهتها، كشفت تحقيقات صحفية عن فواتير شحن تابعة للشركة تضمنت مركبات قتالية مدرعة وقطعاً عسكرية أُرسلت إلى إسرائيل عبر الفرع الأمريكي “ميرسك لاين”.
وقدمت مجموعة “المساهمون الناقدون” الدنماركية مقترحاً يطالب بوقف الشحنات العسكرية لإسرائيل، بينما دعت منظمة “إيكو” الناشطة إلى تعزيز الشفافية في عمليات ميرسك، خاصةً في المناطق عالية الخطورة.
إلا أن الجمعية العمومية رفضت المقترحين، مدعومةً بالحصة الأكبر التي تمتلكها العائلة المالكة للشركة. وتجدر الإشارة إلى أن الدنمارك، مقر ميرسك، لا تفرض قيوداً على تصدير الأسلحة لإسرائيل، على عكس دعوات خبراء أمميين لفرض حظرٍ بسبب انتهاكات محتملة لقانون حقوق الإنسان.
إسرائيل والمزودون الدوليون للعتاد العسكري
في سياق متصل، لا تزال إسرائيل تعتمد على شبكة دولية لإمدادها بالأسلحة، ومن أبرز هذه الدول أمريكا، التي تُعد المورد الأكبر، حيث وافقت واشنطن عام 2024 على صفقة أسلحة بقيمة 3.8 مليار دولار، تشمل مقاتلات “إف-35” وذخائر متطورة، كما دعم الكونغرس الأمريكي مؤخراً حزمة مساعدات عسكرية طارئة لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار.
وتعد ألمانيا من كبار داعمي الكيان، حيث تصدر برلين معدات عسكرية متنوعة، منها غواصات من نوع “دولفين” مجهزة بتقنيات متقدمة، مما أثار جدلاً داخلياً حول دور ألمانيا في تصعيد الحرب.
كما زادت إيطاليا مؤخراً صادراتها من الأسلحة الخفيفة والمعدات الإلكترونية العسكرية إلى إسرائيل، حيث تشير بيانات وزارة الدفاع الإيطالية إلى نمو الصادرات بنسبة 40% خلال العام الماضي.
وبالطبع لن تخلو هذه القائمة من بريطانيا خصوصاً بعد توقيع لندن اتفاقيات لتوريد قطع غيار للطائرات الحربية وأنظمة رادار مؤخراً، بينما تواجه ضغوطاً من منظمات حقوقية لوقف التصدير وسط تقارير عن استخدامها في عمليات عسكرية مكثفة بغزة.