
الاقتصاد العالمي | بقش
بعد أن خفضت وكالة التصنيف الائتماني “موديز” تصنيف الولايات المتحدة من مستوى “AAA” التاريخي إلى “Aa1” بسبب ارتفاع الديون الأمريكية البالغة أكثر من 36 تريليون دولار، ازداد القلق بشأن مسار أمريكا المالي، وأفرز ذلك ضغوطاً تسببت في تراجع الدولار الأمريكي.
فقد تراجع الدولار مقابل مجموعة من العملات اليوم الإثنين، بنسبة 0.7% أمام الين الياباني الذي يُعد ملاذاً آمناً، وهو أدنى مستوى منذ 08 مايو الجاري حسب مراجعة بقش، في حين ارتفع اليورو بنحو 0.73% إلى 1.1247 دولار، وسط تراجع المعنويات الأمريكية.
وبذلك فقد الدولار مكاسب أربعة أسابيع متتالية، حين تلقى الدعم من التفاؤل المتزايد بشأن صفقات التجارة الأمريكية ثم التحسن في العلاقات مع الصين مما خفف المخاوف بشأن الركود العالمي. بالتالي ثمة نوع من القلق الأمريكي، إذ صرح البيت الأبيض بأن الرئيس ترامب لا يتفق مع قرار وكالة موديز، وقال إن العالم يثق في الاقتصاد الأمريكي.
الصين تدعو إلى حماية المستثمرين
في موقف شديد اللهجة، طالبت الصين الولايات المتحدة بتبنّي سياسات مسؤولة لضمان استقرار النظام المالي والاقتصادي العالمي، وحماية مصالح المستثمرين، عقب قرار وكالة موديز خفض التصنيف.
وتركز الصين على صون مصالحها الإنتاجية، وقد سجل الإنتاج الصناعي الصيني في أبريل الماضي نسبة 6.1% على أساس سنوي، متراجعاً عن نسبة 7.7% المسجلة في مارس السابق، لكنه جاء أعلى من توقعات وكالة رويترز التي أشارت إلى نمو بنسبة 5.5%.
خبراء اقتصاديون قالوا إن المتانة المفاجئة في الأداء الصناعي تعود جزئياً إلى الدعم المالي المسبق، في إشارة إلى زيادة الإنفاق الحكومي، إضافة إلى استقرار الصادرات الصينية الذي عكس تحوّلاً في تدفقات التجارة العالمية، حيث يعمد المصدرون إلى إعادة توجيه شحناتهم، بينما تسعى بعض الدول إلى تعزيز وارداتها من الصين وسط استمرار الرسوم الجمركية الأمريكية.
وقد ارتفعت الاستثمارات في البنية التحتية في الصين بنسبة 5.8%، وقفزت استثمارات قطاع التصنيع بنسبة 8.8%، كما يؤكد مكتب الإحصاء أن الاقتصاد الصيني يواصل مساره التصاعدي رغم الضغوط الخارجية، بفضل السياسات الاقتصادية المنسقة، التي ساهمت في الحفاظ على استقرار النمو.
في سياق منفصل، رفع بنك الاستثمار الأمريكي “جيه بي مورغان” تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من “محايد” إلى “زيادة الوزن”، على خلفية انحسار تصعيد الحرب التجارية وتراجع قيمة الدولار، إلا أن أسهم الصين وهونغ كونغ أغلقت على استقرار شبه تام اليوم، إذ سلطت البيانات الضعيفة لمبيعات الصناعة والتجزئة في الصين الضوء على التحديات الاقتصادية المستمرة.
ويأتي خفض التصنيف الائتماني لأمريكا في توقيت دقيق قبل تمرير التخفيضات الضريبية التي يسعى ترامب لتنفيذها، ما يطرح تساؤلات حول مدى استمرار الولايات المتحدة كوجهة آمنة للاستثمار. وبينما من المفترض أن تهتز الأسواق بقوة، إلا أن التفاعل السلبي لم يكن واسعاً، بسبب أن الأسواق لا تزال تحت تأثير جولة ترامب في الخليج، وتهدئة التوترات التجارية مع الصين. لكن في الوقت نفسه، يسود حذر شديد في الأوساط الاقتصادية، حيث من المتوقع أن تظهر الانعكاسات بقوة خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.