الاقتصاد اليمني
أخر الأخبار

أمنستي: إيقاف مساعدات أمريكا للمنظمات في اليمن يفاقم الأزمة الإنسانية

أدى إنهاء الحكومة الأمريكية مساعداتها الخارجية بصورة مفاجئة إلى تهديد ملايين الأشخاص في اليمن الذين يعتمدون على المساعدات أمام واقعٍ إنساني مُتَردٍّ تشوبُه الأزمات بما فيها سوء التغذية والنزوح والأمراض مثل الكوليرا.

ووفق تقرير نشرته منظمة العفو الدولية “أمنستي” واطلع عليه بقش، فإن التخفيضات المفاجئة و”غير المسؤولة” للمساعدات الأمريكية ستكون لها “عواقب كارثية” على الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في اليمن.

التحرك لإعادة الدعم الأمريكي والدولي

تقول الباحثة في شؤون اليمن لدى منظمة العفو “ديالا حيدر” إن على الولايات المتحدة أن تقوم فوراً بإعادة التمويل الكافي للمساعدات المنقذة للحياة في اليمن، وأن تضمن صرف الأموال على وجه السرعة، لكون الوضع الإنساني المدمر بالفعل سيتدهور أكثر وسيترك ملايين الأشخاص في اليمن دون دعم.

وطالبت العفو الدولية الدولَ المانحة الأخرى بالتحرك بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها من خلال تقديم المساعدات الإنسانية ودعم حقوق الإنسان في اليمن، مشيرةً إلى أن 19.5 مليون شخص (أي أكثر من نصف السكان) يعتمدون على المساعدات في اليمن الذي يشهد خامس أكبر أزمة نزوح في العالم.

ويُقدَّر عددُ النازحين داخلياً بنحو 4.8 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق اطلاع بقش على معلومات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.

وحسب مراجعات بقش، فإنه خلال السنوات الخمس الماضية، خلال ولايتي “دونالد ترامب” ثم “جو بايدن”، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح للمنظمات العاملة في اليمن، ووصل الدعم منها في 2024 إلى 768 مليون دولار، ما يُمثل نصف خطة الاستجابة المُنسقة لليمن.

وكان ترامب وقّع في 20 يناير الماضي أمراً تنفيذياً بإيقاف كافة المساعدات الخارجية مؤقتاً خلال مراجعة مدتها 90 يوماً لضمان توافقها مع السياسة الخارجية لإدارته، وفي 24 يناير أصدرت الخارجية الأمريكية أمراً بوقف العمل بالمساعدات المقدمة حول العالم حسب متابعات بقش، وفي 10 مارس الماضي قال وزير الخارجية الأمريكي إن 83% من برامج المساعدات الخارجية في “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” تم إلغاؤها رسمياً.

التصنيف الأمريكي يفاقم الأزمة

اعتبرت منظمة العفو الدولية أن تصنيف واشنطن لأنصار الله “الحوثيين” منظمة إرهابية أجنبية يزيد الوضع الإنساني سوءاً في اليمن. مشيرةً إلى أن منظمات عديدة لجأت إلى تعليق عملياتها في مناطق حكومة صنعاء، وهو ما يثير -أي التصنيف الأمريكي- ارتباكاً وقلقاً كبيرين وفقاً لعمال الإغاثة لمنظمة العفو الدولية.

ولم يُشِر الأمر التنفيذي الأمريكي إلى أي استثناءات إنسانية، وأمَرَ بقطع التمويل عن أي منظمة “تنتقد الجهود الدولية لمواجهة أنصار الله (الحوثيين) دون توثيق انتهاكاتهم بشكل كافٍ”.

لذلك ينبغي أن توفر الإجراءات الأمريكية استثناءات واضحة وفعالة لعمليات الإغاثة الإنسانية وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة حسب ما تقوله “أمنستي”، مؤكدة أن غالبية المدنيين المحتاجين بشدة إلى المساعدات يعيشون في مناطق حكومة صنعاء شمالاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى