الاقتصاد اليمني | بقش
أطلقت السلطات الأمنية في عدن سراح مدير فرع البنك المركزي بمحافظة شبوة، صالح فدعق، بعد احتجازه قرابة شهرين، على خلفية قضية اختفاء مليار ونصف المليار ريال يمني من العملة القديمة من مقر البنك إلى مناطق حكومة صنعاء، وتم إطلاق فدعق دون توضيح تفاصيل التحقيقات أو ملابسات القضية.
ويأتي غياب التوضيحات الرسمية وعدم الإعلان الرسمي عن نتائج التحقيقات، رغم حساسية القضية التي تمس المال العام، كما لم يعلق بنك عدن المركزي على الأمر حتى لحظة كتابة هذا الخبر، وهو ما أثار جدلاً لم يخلُ من مخاوف، حيث يرى البعض أن غياب الشفافية إزاء هذه القضية يترك الباب مفتوحاً أمام شبهات فساد أخرى أو تواطؤ في الأجهزة الرسمية.
ويشير اقتصاديون إلى أن عدم محاسبة المتورطين في القضايا المالية يهدد بمزيد من زعزعة الثقة بالمؤسسات المصرفية ويضعف دورها في حماية الاقتصاد.
ويُعد تهريب العملة القديمة إلى مناطق حكومة صنعاء ضربة مباشرة للسياسات النقدية لبنك عدن المركزي، حيث يؤدي إلى إضعاف قيمة الريال اليمني بمناطق حكومة عدن، وإرباك محاولات ضبط السوق المصرفية.
اختفاء 1.5 مليار ريال
في أوائل أغسطس الماضي، كُشف عن فضيحة فساد ضخمة بفرع البنك المركزي اليمني في شبوة، تمثلت في اختفاء 1.5 مليار ريال من الطبعة القديمة، كانت مودعة في خزائن البنك منذ سنة 2017، وتم تهريبها وبيعها بمناطق حكومة صنعاء مقابل قرابة 6 مليارات ريال من الطبعة الجديدة.
وأعاد المتهمون مبلغ 1.5 مليار ريال من الطبعة الجديدة إلى خزينة البنك كبديل عن ذات المبلغ المختفي الطبعة القديمة، الذي تم تهريبه بظروف غامضة خلال السنوات الماضية، مع إخفاء مبلغ 4.5 مليارات ريال من العملة الجديدة.
وحسب متابعة بقش للقضية، فإن اعتقال فدعق جاء بتوجيه من محافظ بنك عدن المركزي، أحمد غالب المعبقي، وشمل الاعتقال أربعة موظفين آخرين، لإحالتهم إلى التحقيق في قضايا فساد مالي. وقد كُشف عن القضية بعد أن زارت لجنة من بنك عدن المركزي فرع البنك في الربع الأول من العام الجاري 2025، وقالت وسائل إعلام إن المسؤولين بفرع شبوة حاولوا مساومة اللجنة برشوة.
