تقارير
أخر الأخبار

إعلان المجاعة في غزة لم يوقف المأساة.. وإسرائيل تواصل إنكار التجويع

تقارير | بقش

يشهد قطاع غزة واحدة من أشد حالات المجاعة في العصر الحديث، أكدها إعلان رسمي للأمم المتحدة في 22 أغسطس الجاري بأن سكان محافظة غزة يعيشون في مجاعة من الدرجة الأعلى “المرحلة 5″، في حين تتجه المناطق الوسطى والجنوبية نحو التدهور نفسه خلال أسابيع قليلة مقبلة.

ووفق متابعة بقش لأحدث تطورات الوضع القاسي في قطاع غزة المحاصر، ثمة أكثر من نصف مليون إنسان يعيشون في حالة مجاعة تهدد حياتهم، بينما المئات من الأطفال يموتون يومياً بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد. وقد أكدت منظمة الفاو أمس الثلاثاء، أن المجاعة ستتوسع في مناطق دير البلح وخان يونس إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة، وطالبت بوقف العمليات الحربية وفتح المعابر وإزالة العوائق أمام دخول المساعدات، مشيرةً إلى أن عشرات آلاف الأطفال المصابين بسوء تغذية تفاقم وضعهم ويحتاجون لعلاج عاجل.

المنظومات الصحية انهارت بالفعل، والزراعة مدمرة، والمعونات الإنسانية شبه منقطعة، بينما تقدم بعض الجهات الإنسانية وجبات محددة تحت ظروف تقييدية، إلا أن ذلك لا يكفي لسد الفجوة الحرجة.

وحذرت منظمات، مثل أوكسفام، من ارتفاع عدد ضحايا التجويع في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يدخل إلى القطاع شحيح كماً ونوعاً، ولا يلبي الاحتياجات الأساسية، وإذا لم يتم إدخال المساعدات بكثافة فسيرتفع عدد ضحايا المجاعة.

ويدق المجتمع الدولي ناقوس خطر جدي، إذ إن الأزمة ليست نتيجة الحرب فقط، بل كارثة من صنع الإنسان وفشل أخلاقي. وتدعو الأمم المتحدة إلى وقف فوري للحرب والسماح بوصول المساعدات بشكل كامل، وهو النداء المتكرر نفسه الذي لم تستجب له إسرائيل.

ورغم الإعلان عن المجاعة، لا يزال تجويع الفلسطينيين في غزة مستمراً، ولا يزال كافة سكان القطاع يعيشون أفظع الأوضاع وأشدها قسوة بينما يفتك الجوع بعشرات الأطفال وكبار السن يومياً.

المغالطات الإسرائيلية لإنكار جحيم المجاعة

على وقْع إعلان المجاعة رسمياً لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، تواصل السلطات الإسرائيلية إنكار وجود مجاعة من الأساس في القطاع المحاصر، محملة حماس مسؤولية أي حالات جوع قد تحدث.

قالت صحيفة هآرتس العبرية وفق اطلاع بقش إن إسرائيل تواجه اتهامات جدية بارتكاب جرائم حرب في غزة، وإن هذه الاتهامات لا تصدر عن جهات معادية لها فحسب، بل عن بعض أقرب حلفائها.

ووفقاً للصحيفة، فإن منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة كان خطأ جسيماً، وأحدث انطباعاً بأن إسرائيل تخفي شيئاً ما، وأنه يكفي النظر إلى انهيار مكانة إسرائيل الدولية للقول إن هذه الحرب يجب أن تتوقف فوراً.

رئيس منظمة اللاجئين الدولية، جيريمي كونينديك، استنكر الأصوات التي تنكر وجود مجاعة في غزة، وقال إن الحكومة الإسرائيلية وجيشاً من الخبراء الافتراضيين أصروا على أن صور الأطفال الجوعى في غزة ملفقة، وأن تقارير الجوع مبالغ فيها.

كونينديك جزم -في مقال صحفي رصده بقش- أن إنكار المجاعة في غزة هو حملة تضليل إسرائيلية متعمدة، معتمداً على خبرته في جهود الاستجابة للمجاعة في جنوب السودان واليمن وأثيوبيا ونيجيريا.

وبالتزامن مع الإنكار الإسرائيلي لإحداث المجاعة في غزة، وقع 290 من كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي على رسالة طالبوا فيها باتخاذ إجراءات عاجلة ضد إسرائيل، وفي حال لم يتحرك الاتحاد بشكل جماعي شدد هؤلاء على ضرورة اتخاذ الدول الأعضاء إجراءات فردية تشمل تجميد تصدير السلاح ومنع التجارة مع مستوطناتها غير الشرعية، في حين اختصر أحد الموقعين على الرسالة بالقول إن هناك استياء كبيراً والناس يقولون كفى.

وقد أكدت وكالة الأونروا أن إنكار جحيم المجاعة في قطاع غزة يمثل أبشع تعبير عن انعدام الإنسانية، وأنه رغم إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي -وهو المرصد الوحيد المخول بإعلان حالات المجاعة عالمياً- عن وجود مجاعة في غزة، لم تستجب إسرائيل بزيادة عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات أو السماح بإدخال مئات الشاحنات يومياً كما كان متوقعاً.

بل على العكس، تمادت في إنكار الحقيقة لدرجة أن أحد المسؤولين الإسرائيليين ادعى وجود أشخاص جائعين في ضواحي تل أبيب أيضاً.

المعطيات المتوفرة التي يتتبعها بقش تشير إلى أن الواقع الفعلي قد يكون أكثر قتامة مما هو معلن رسمياً، فتقرير التصنيف المرحلي المتكامل، الذي يبقى متواضعاً، أشار إلى نقص المعلومات المفصلة عن الأوضاع في شمال القطاع، مما يعني أن الحالة قد تكون أسوأ بكثير من المتوقع. ويحدث ذلك بينما تُنذر التوقعات بانتشار المجاعة إلى جنوب ووسط قطاع غزة خلال الأسابيع القادمة من سبتمبر المقبل، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لكبح المأساة.

وبدعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وتتجاهل النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وقد خلّفت هذه الإبادة أكثر من 62 ألف شهيد وأكثر من 158 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بينما المجاعة نفسها قتلت ما لا يقل عن 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش