
منوعات | بقش
ثمّة أرقام لا تصدّق في عالم المال والأعمال، منها تلك التي يحققها الملياردير الأمريكي كندي الأصل “إيلون ماسك”، الأثرى في العالم على الإطلاق.
ثروة ماسك تجاوزت كل التصورات وبات من الصعب التنافس معه على لقب الرجل الأغنى في العالم، حيث بلغت ثروته 749 مليار دولار، وهو رقم يقترب من موازنات بعض الدول.
القفزة الأخيرة في ثروة ماسك جاءت بعد قرار المحكمة العليا في ولاية “ديلاوير” الأمريكية بإعادة العمل بخيارات أسهم شركة “تسلا” التي كانت قيمتها 139 مليار دولار، والتي سبق أن أُبطلت عام 2024، وفق تتبُّع مرصد “بقش”.
وألغى الحكم القضائي قرار محكمة أدنى كان قد اعتَبر حزمة التعويض غير معقولة، ليؤكد للملياردير سيطرته على الشركة ويكرّس مكانته الاقتصادية كقوة لا يُستهان بها.
وماسك ليس مجرد مالك لتسلا، فهو المؤسس والشريك في سبع شركات ناجحة، من سبيس إكس للصواريخ، إلى شركة الذكاء الاصطناعي xAI، مروراً بكل مشاريع السيارات الكهربائية والمستقبلية التي أسست له قاعدة قوية من المستثمرين والإعلام.
وبات ماسك يمتلك ثلاثة أضعاف ثروة ثاني أغنى رجل في العالم، وهو “لاري إليسون” مؤسس شركة “أوراكل” البالغة ثروته حالياً قرابة 258 مليار دولار. وقفزة ماسك هذه توضح كيف غيّر نظام التعويضات القائم على الأسهم قواعد اللعبة جذرياً.
حزمة 2018: من 56 ملياراً إلى 139 ملياراً
حزمة التعويض لعام 2018 كانت الأكبر من نوعها حينها، تتألف من 12 شريحة من الأسهم مرتبطة بتحقيق أهداف محددة. بعد استعادة المحكمة لها، ارتفعت قيمتها من 56 مليار دولار إلى 139 مليار دولار، ليكون هذا القرار مكسباً هائلاً لماسك.
ولم تكن هذه الحزمة مجرد مكافأة مالية، بل كانت أيضاً أداة لتعزيز سلطته داخل تسلا، إذ ستزيد حصته من 12.4% إلى 18.1% إذا نفذ كل خيارات الأسهم.
ولم يخلُ الأمر من الجدل، ففي 2024 ألغت محكمة أدنى الحزمة بسبب تضارب مصالح وإخفاء حقائق عن المساهمين، وكان من الممكن أن تتسبب خسارة الحزمة في تراجع أرباح ضخمة للشركة تصل إلى 26 مليار دولار خلال عامين.
لكن المحكمة العليا رفضت الإلغاء، معتبرةً أن ماسك يستحق التعويض عن وقته وجهوده التي امتدت لست سنوات.
أما ردود فعل الأسواق فكانت معتدلة، إذ ارتفعت أسهم تسلا أقل من 1% بعد صدور الحكم، ما يعكس تركيز المستثمرين على الأداء الفعلي للشركة أكثر من أي حسابات مالية خيالية.
ومع ذلك، فإن حزمة التعويض تمنح ماسك خيارات لشراء 304 ملايين سهم بسعر مخفض، وهو ما يمثل نحو 9% من الأسهم القائمة، وهو ما يضمن له مكانة قوية أمام أي تحديات داخلية أو خارجية.
وتُوصف ثروة ماسك بأنها أصبحت قصة عن كيف يمكن لرجل واحد أن يعيد تعريف ما يعنيه أن تكون غنياً، ليس فقط بين البشر، بل بين اقتصادات الدول نفسها.


