ابتزاز الأردن ومخطط تهجير الفلسطينيين | هل تُقطع مساعدات أمريكا للمملكة؟

هدد ترامب بقطع المساعدات الأمريكية عن الأردن في حال رفضها مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إليها. ذلك طرح تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الأردنية ستقدم تنازلات لـ واشنطن مقابل استمرار المساعدات، وحول حجم هذه المساعدات ومدى تضرر المملكة من قطعها.
وفق اطلاع بقش، تتلقى حكومة الأردن مساعدات أمريكية سنوية تقدَّر بأكثر من 1.5 مليار دولار، منها 350 مليون دولار مخصصة لمشاريع حيوية تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وتشمل قطاعات التعليم والصحة والبلديات وغيرها.
وفي العام 2024 وصلت المساعدات الأمريكية للأردن إلى 1.3 مليار دولار، ذهبت منها 845.1 مليون دولار لدعم الموازنة العامة. أما في العام الجاري 2025 فكان متوقعاً وصول المساعدات السنوية للأردن التي أقرها الكونغرس إلى 2.1 مليار دولار، لكن هذا المبلغ لايزال مهدداً بسبب مخطط التهجير إذا لم تخضع الحكومة الأردنية لشروط ترامب.
تهديدات ترامب جاءت بعد الإعلان مؤخراً عن تعليق التمويل للوكالة الأمريكية للتنمية في مختلف دول العالم لمدة 90 يوماً. ذلك نتج عنه التهديد بخطر توقف مئات المشاريع في الأردن.
كما جاءت تهديدات ترامب بقطع المساعدات للأردن رغم أن أردنيين يؤكدون أن المساعدات ليست مجانية، حيث إن الأردن يُعد حليفاً استراتيجياً لأمريكا ولديه تعاون عسكري قوي وشراكة اقتصادية معها.
ارتفاع العجز الأردني
حسب مراجعات بقش فإن حكومة الأردن وقعت مع أمريكا عام 2022 مذكرة تفاهم لمدة 7 سنوات بموجبها تقدم واشنطن للأردن مساعدات اقتصادية وعسكرية بقيمة 10.15 مليارات دولار، أي ما يعادل 1.45 مليار دولار سنوياً في الفترة (2023 حتى 2029)، بزيادة قدرها 13.7% مقارنة بمذكرة التفاهم السابقة.
ولأن هذه المساعدات مهمة بالنسبة للاقتصاد الأردني، فإن وقف المساعدات الأمريكية سيتسبب في زيادة العجز الأردني، حيث سيستهدف توقف المساعدات الموازنةَ بشكل مباشر، وسيزيد العجز وسيتم تعويض المساعدات عبر “الاقتراض”.
وتُعد الحكومة الأردنية من أكبر المستفيدين من المساعدات الأمريكية، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأردني بالأساس من أزمة ارتفاع فاتورة الطاقة التي تستنزف الاقتصاد منذ عشرات السنوات وتزيد من عجز الميزان التجاري. كما سيؤدي وقف المساعدات الأمريكية في إعاقة التوسع في استخدام الطاقة المتجددة حسب متابعات بقش.
هذا وشهد قطاع السياحة الأردني خسائر جسيمة في حرب الإبادة على غزة، تصل إلى ملايين الدولارات بسبب إغلاق عدد من المنشآت السياحية حيث أُغلقت 40 منشأة سياحية تقريباً، وانخفضت نسب الإشغال في بعض الفنادقِ لتصل إلى الصفر، مع تسريح آلاف العمال.