وسط الحرب التجارية الراهنة، ارتفعت أسعار الغذاء العالمية في أبريل الماضي بنسبة 1.0% عن مارس الماضي، وسط زيادات في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان واللحوم، مقابل انخفاض أسعار السكر والزيوت النباتية. وبشكل عام، ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة 7.6% عن مستواها في 2024.
ووفق اطلاع بقش على مؤشر أسعار منظمة “الفاو”، جاء ارتفاع أسعار الحبوب مدفوعاً بتقلص المعروض العالمي من القمح، بسبب ضعف الإنتاج في بعض المناطق المنتجة، خصوصاً في روسيا وأستراليا، إضافة إلى تراجع التوقعات لمحاصيل الأرز في آسيا بسبب التغيرات المناخية وتأثيرات ظاهرة “النينيو”.
كما ارتفعت أسعار الذرة نتيجة لمخاوف من تقلص الصادرات من أمريكا الجنوبية، أما اللحوم فارتفعت بسبب زيادة الطلب من الصين والأسواق الآسيوية، فيما تأثرت منتجات الألبان بارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، إلى جانب التقلبات المشهودة في سلاسل التوريد الأوروبية.
كم بلغت الأسعار؟
ارتفع متوسط أسعار الحبوب بنسبة 1.2% في أبريل عن مارس السابق، لكنه لا يزال أقل بمقدار 0.5% عن مستواه في 2024، ويعكس هذا الارتفاع الشهري ارتفاعَ أسعار جميع الحبوب الرئيسة، فيما ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 0.8%، مع تعزيز الطلب على الأصناف العطرية وتراجع وصول الإمدادات الطازجة إلى فيتنام، حيث دخل حصاد المحصول الرئيسي في البلاد مرحلته النهائية.
كما صعدت أسعار اللحوم بنسبة 3.2% عن مارس، بسبب قفز الأسعار في الاتحاد الأوروبي نتيجةً لارتفاع الطلب العالمي على الواردات، عقب استعادة ألمانيا وضع الخلو من مرض “الحمى القلاعية” ورفع القيود ذات الصلة من قبل المستوردين، إلى جانب زيادة الطلب الموسمي المرتبط بعطلة عيد الفصح.
في المقابل بلغ متوسط أسعار الزيوت النباتية 158.0 نقطة في أبريل، بانخفاض قدره 3.7 نقطة (2.3%) عن مارس، ولكنه ظل أعلى بنسبة 20.7% عن مستواه قبل عام، ذلك بسبب انخفاض أسعار زيت النخيل الذي عوّض ارتفاع أسعار زيت الصويا وزيت بذور اللفت، بينما ظلت أسعار زيت دوار الشمس العالمية مستقرة إلى حد كبير.
ضغوط مستمرة في أسعار الغذاء
على خلفية الحرب الأوكرانية منذ عام 2022، شهدت أسعار الغذاء العالمية تقلبات حادة، مما عطل صادرات الحبوب والزيوت النباتية من البحر الأسود، ورَفَع تكلفة الشحن والتأمين.
ورغم تراجع الأسعار تدريجياً خلال عام 2023، إلا أنها ظلت مرتفعة مقارنة بالمستويات التاريخية. ووفق اطلاع بقش على تقرير سابق للبنك الدولي، فإن اضطرابات المناخ، وتزايد الحواجز التجارية، وارتفاع تكاليف الأسمدة والطاقة مازالت تشكل عوامل ضغط على أسعار الغذاء في الأسواق العالمية.
وفي تقاريرها المتوالية شهرياً تحذر “الفاو” من أن استمرار تقلب الأسعار قد يدفع بأوضاع الأمن الغذائي إلى مزيد من التفاقم في الدول النامية، خصوصاً تلك التي تعتمد على الواردات الغذائية.
