شهدت أسعار النفط العالمية استقراراً نسبياً اليوم الخميس، بعد أن سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في الجلسة السابقة، وذلك في ظل تقارير تشير إلى زيادة في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة، مما ألقى بظلاله على حركة السوق.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 15 سنتاً لتستقر عند 75.89 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 34 سنتاً ليصل إلى 71.91 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي، يوم أمس الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 3.34 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، مما أثر على معنويات السوق.
وأوضح أولي هانسن، المحلل في ساكسو بنك، أن “السوق لا تزال تفتقر إلى اتجاه واضح، حيث توازن بين اضطرابات الإمدادات من كازاخستان وتأخير زيادة إنتاج أوبك+ من جهة، ومخاوف الطلب العالمي من جهة أخرى”.
ومن المتوقع أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) تقريرها الرسمي حول مخزونات النفط يوم الخميس، حيث يتوقع المحللون أن تشهد المخزونات الأمريكية زيادة تقدر بحوالي 2.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 14 فبراير.
وفي سياق منفصل، أعلنت روسيا عن انخفاض تدفقات النفط عبر خط أنابيب بحر قزوين، الذي يعد أحد الطرق الرئيسية لتصدير النفط الخام من كازاخستان، بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% يوم الثلاثاء، وذلك عقب هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية على محطة ضخ. ووفقاً لحسابات رويترز، فإن هذا الانخفاض يعادل خسارة يومية تقدر بنحو 380 ألف برميل من الإمدادات العالمية.
من ناحية أخرى، أشار محللون في بنك ING إلى أن إعادة تشغيل تدفقات النفط من إقليم كردستان العراق قد تعوض بعضاً من مخاطر الإمدادات، حيث من المتوقع أن تضيف هذه التدفقات حوالي 300 ألف برميل يومياً إلى السوق العالمية. ومع ذلك، لم تتلق تركيا، التي تستضيف ميناء جيهان الذي ينقل النفط العراقي من كردستان، أي تأكيدات رسمية من العراق بشأن استئناف التصديرات حتى يوم الخميس.
كما أثارت التعريفات الجمركية التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف إضافية، حيث يُعتقد أن هذه الإجراءات قد تؤثر سلباً على أسعار النفط من خلال رفع تكلفة السلع الاستهلاكية، مما قد يضعف الاقتصاد العالمي ويقلل من الطلب على الوقود. وأشار بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في SEB، إلى أن “التوقعات الاقتصادية العالمية تثير القلق، خاصة مع توجه الإدارة الأمريكية نحو فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، مما قد يعيد تشكيل هيكل التجارة الحرة العالمية”.
وأضاف شيلدروب أن المخاوف المتعلقة بالطلب في أوروبا والصين ساهمت أيضاً في إبقاء أسعار النفط تحت الضغط، مما يحد من أي تحركات صعودية قوية في المدى القريب.
