
متابعات محلية | بقش
مثَّل استهداف مطار صنعاء الدولي من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أزمة إنسانية متمثلة في الإضرار بالمسافرين والمرضى المضطرين للسفر للعلاج في الخارج، إضافة إلى أزمة أدوية داخلية، إذ انخفض توافر عدد من الأصناف الدوائية المنقذة للحياة.
ووفقاً لمدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، فإن استهداف وإغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المرتبطة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، ووفق تصريحات إعلامية للشايف تابعها مرصد “بقش”، فإن إغلاق المطار تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.
عجز في +500 صنف من الأدوية
حسب أرقام غير رسمية، يصل عدد الأصناف الدوائية التي تعاني من العجز إلى 500 صنف على الأقل، وفي الأغلب تحتاج هذه الأصناف إلى ظروف خاصة للنقل مثل التبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلى عبر مطار صنعاء، كأدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
ويَعتبر مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، أن إغلاق المطار أثّر في الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توافر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار.
وثمة وفيات نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، وفقاً للشايف، إضافةً إلى وجود ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق المطار وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.
ويؤثر التأخير في جلب الأدوية على سوق الدواء وعلى المرضى والمحتاجين للأدوية وفق تأكيد رئيس بنك الدواء، إبراهيم الشعبي، حيث أثر إغلاق مطار صنعاء بشدة على الأسواق ومؤسسات وجمعيات خدمية كبنك الدواء، والمريض الذي كان يستفيد من 10 أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، ويرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف الناجم عن استهداف وإغلاق المطار.
بسبب القصف الإسرائيلي.. أزمة لـ3 آلاف مريض شهرياً
وكان عدد المرضى الذين يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء الدولي يصل إلى 3 آلاف مريض شهرياً، إلى جانب مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على مطار صنعاء، منذ شهر مايو 2025، إلى تدمير مبنى المسافرين، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، كما دُمرت ثلاث طائرات يمنية تابعة لشركة الطيران اليمنية، كانت رابضة في المطار، واستُهدفت طائرة رابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من الأردن.
وركزت إسرائيل على استهداف مطار صنعاء الدولي، رغم ثبوت عدم عسكرته واستخدامه لأغراض عسكرية وفقاً للتقارير الدولية، وجاء هذا التركيز لزيادة معاناة اليمنيين وتعليق رحلاتهم الضرورية، كون المطار تستفيد منه شريحة واسعة من اليمنيين.
فمطار صنعاء، جغرافياً، يخدم أكثر من 11 محافظة يمنية حسب اطلاع بقش، ويستفيد منه حوالي 80% من السكان اليمنيين، ما يجعله شرياناً حيوياً عاماً للمواطنين.
إلى ذلك كانت شركة الطيران اليمنية تسيّر رحلات أسبوعية من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان، ولم يتم تنفيذ الإجراءات الملحّة المرتبطة بفتح وجهات سفر أخرى حسب متابعات بقش، وفي نفس السياق ارتفعت فاتورة استيراد الأدوية في اليمن إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها قرابة 20%.