الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

استهداف “أباريق الشاي” الصينية.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة بسبب “النفط الإيراني”

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على مصفاة نفط صينية من المصافي الصغيرة التي تُسمى بـ”أباريق الشاي”، وهي “مصفاة لوتشينغ”، وكذلك عقوبات على رئيسها التنفيذي، و19 كياناً وسفينة متهمة بشحن النفط الإيراني الواقع تحت العقوبات الأمريكية.

الخزانة الأمريكية اتهمت مصفاة “لوتشينغ” ورئيسها التنفيذي “وانغ تشينغ” بالقيام بشراء وتكرير النفط الخام الإيراني بقيمة 500 مليون دولار، بما في ذلك من السفن المرتبطة بـ”الحوثيين” في اليمن، ووزارة الدفاع الإيرانية ولوجستيات القوات المسلحة في طهران.

ووفق بيان الخزانة الذي اطلع عليه بقش، طالت العقوبا 19 كياناً وسفينة بسبب شحن ملايين البراميل من الخام الإيراني والتي تشكل جزءاً من “أسطول الظل” من الناقلات التي تزود مصافي التكرير الصغيرة في الصين.

وهذه هي الجولة الرابعة من العقوبات الأمريكية التي تستهدف مبيعات النفط الإيرانية حسب مراجعات بقش، منذ أن أصدر الرئيس ترامب مذكرة الأمن القومي الرئاسية رقم 2 في 04 فبراير 2025، والتي أمرت بحملة من أقصى الضغوط على إيران.

استهداف “مصفاة الشاي”

اتهمت الخزانة الأمريكية المصفاة الصينية الصغيرة “لوتشينغ” التابعة لشركة “شاندونغ شوغوانغ لوتشينغ للبتروكيماويات المحدودة” بمقاطعة شاندونغ، بشراء ملايين براميل النفط الإيراني بقيمة نصف مليار دولار تقريباً.

وتسلَّمت مصفاة “لوتشينغ” نفطاً إيرانياً منقولاً عبر سفن تابعة لأسطول الظل، بعضها مُعاقب لدوره في نقل النفط الإيراني المرتبط بالحوثيين ووزارة الدفاع الإيرانية، بما في ذلك سفينة (MEHLE) وسفينة (KOHANA).

وفي منتصف عام 2022، تم تحديد شركة “لوتشينغ للبتروكيماويات” كمشترٍ للنفط الإيراني المرتبط بالقوات المسلحة الإيرانية.

وتم تحديد سفينة الشحن “MEHLE” كممتلكات محظورة في 12 يناير 2024 لاعتبارها تلعب دوراً في نقل النفط الخام الإيراني نيابةً عن “سعيد الجمل” المسؤول المالي الداعم للحوثيين والمدعوم من الحرس الثوري الإيراني وفقاً للخزانة الأمريكية.

كما تم تحديد سفينة الشحن “KOHANA” كممتلكات محظورة لشحنها نفطاً خاماً من إيران بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار إلى الصين، نيابةً عن وزارة الدفاع وسلاح الجو الإيراني.

تم إدراج شركة لوكينغ للبتروكيماويات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13902 لعملها في قطاع البترول في الاقتصاد الإيراني. يشغل وانغ شيويه تشينغ، وهو مواطن صيني، منصب الرئيس التنفيذي والممثل القانوني لشركة لوكينغ للبتروكيماويات، وهو مُدرج بالتزامن بموجب الأمر التنفيذي رقم 13902 لعمله أو ادعائه العمل لصالح أو نيابة عن شركة لوكينغ للبتروكيماويات، بشكل مباشر أو غير مباشر.

شحنات “أسطول الظل” النفطي

قالت الخزانة الأمريكية إن النفط الخام الإيراني يتم نقله إلى مصافي التكرير الصينية عبر “أسطول خفي” من السفن التي عادةً ما تلجأ إلى ممارسات شحن خادعة، بما في ذلك التلاعب بنظام التعريف الآلي (AIS).

وأعلنت عن عقوبات على 8 سفن تُشكل جزءاً من هذا الأسطول، بما في ذلك السفينة “NATALINA “7 التي ترفع علم جزر القمر، والسفينة “CATALINA 7” التي ترفع علم بنما، والسفينة “AURORA RILEY”، والسفينة “VIOLA”، والسفينة “MONTROSE” التي ترفع علم سانمارينو، والسفينة “VOLANS”، والسفينة “BRAVA LAKE” التي ترفع علم باربادوس، والسفينة “TITAN” وهي لا ترفع علماً حالياً وفق اطلاع بقش.

وفُرضت العقوبات أيضاً على شركة “أستريد مينكس” المحدودة، ومقرها هونغ كونغ، وشركة “كانيس فيناتيتشي” المحدودة في هونغ كونغ أيضاً، وشركة “بلاسينسيا” للخدمات ومقرها ليبيريا وهي المالكة المسجلة للسفن “ناتالينا 7″ و”كاتالينا 7″ و”مونتروز”.

كما أُدرجت في قائمة العقوبات شركة “سيتي وول شيب مانجمنت” المحدودة، ومقرها الصين، وتتولى إدارة وتشغيل السفينة “مونتروز”. وأُدرجت شركة “جيتي” المحدودة في هونغ كونغ، وشركة “بريتني رايدر” المحدودة فيها كذلك.

إضافة إلى شركة “سي بالم شيبينغ” المحدودة ومقرها سيشل، وشركة “سي بريز شيبينغ” المحدودة ومقرها بنما، وشركة “لياري جروب” المحدودة ومقرها جزر فيرجن البريطانية وهي مالكة سفينة “أورورا رايلي”، في حين تتولى شركة “سيتاسيان” لإدارة السفن المحدودة ومقرها هونغ كونغ، إدارة السفينة.

وكذلك شركة “زينيث بريدج” المحدودة ومقرها بنما، وتملك سفينة “برافا ليك” وهي مديرتها ومشغلها.

نتائج العقوبات

نتيجةً لعقوبات اليوم تم تجميد كافة ممتلكات ومصالح الأشخاص المدرجين والموجودة في الولايات المتحدة أو في حيازة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، كما جُمّدت أي كيانات مملوكة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فردياً أو مجتمعةً، بنسبة 50% أو أكثر لشخص محظور واحد أو أكثر.

وتحظر العقوبات الأمريكية عموماً جميع المعاملات التي يقوم بها أشخاص أمريكيون أو داخل الولايات المتحدة (أو التي تمر بها) والتي تنطوي على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات أشخاص محظورين أو مُدرجين في قوائم العقوبات.

وقد يؤدي انتهاك العقوبات الأمريكية إلى فرض عقوبات مدنية أو جنائية على أشخاص أمريكيين وأجانب، ويمنح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية نفسَه الحقَّ في فرض عقوبات مدنية على انتهاكات العقوبات على أساس المسؤولية الصارمة.

هذا وقد تتعرض المؤسسات المالية لخطر العقوبات بسبب مشاركتها في معاملات أو أنشطة معينة مع الأشخاص المُدرجين أو المحظورين.

ما هي أباريق الشاي؟

يُشار إلى المصافي الصينية الصغيرة باسم “أباريق الشاي”، وهي مصافٍ تذكر التقارير أنها تشتري النفط الإيراني أو الروسي الخاضع للعقوبات، وتتعامل مع 90% من إجمالي صادرات النفط الإيراني منذ أن توقفت المصافي الصينية المملوكة للدولة عن التعامل مع النفط الإيراني بشكل رسمي.

ومؤخراً تعرضت مصافي تكرير النفط الصغيرة الخاصة هذه لضغوط متزايدة بعد التلويح بفرض نظام ضريبي صيني أكثر صرامة حسب متابعات بقش، ما قد يؤدي إلى زيادة وتيرة الإغلاقات في قطاع النفط الصيني نتيجة لارتفاع التكاليف وخفض المصافي معدلات التشغيل.

وتدفع مصافي النفط هذه لإيران بـ”الرنمينبي” الصيني عن طريق مؤسسات مالية صغيرة خاضعة للعقوبات الأمريكية مثل بنك كونلون، وهذا يسمح لبكين في النهاية بتجنب تعريض بنوكها الدولية لخطر العقوبات المالية الأمريكية.

وبمجرد حصول إيران على مستحقاتها بالعملة الصينية يكون أمامها خياران، إما شراء البضائع الصينية، أو الاحتفاظ بالأصول في بنك صيني وفقاً للتقارير التي اطلع عليها بقش، إذ لا يمكن لطهران استخدام العملة الصينية خارج الصين لكونها غير مرغوبة في التداول التجاري الدولي.

ورغم العقوبات الأمريكية، يجد النفط الروسي والإيراني طريقه للبيع عبر شحنات إلى الصين التي تُعد أكبر مستورد للنفط في العالم، حيث تستفيد بكين من خصومات في الأسعار وهو ما مكّنها من توفير نحو 10 مليارات دولار على الأقل بشراء النفط الخاضع للعقوبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش