الجفاف والحرارة الشديدة والغبار.. تحذير يهدد الأمن الغذائي في اليمن مع نهاية مايو

متابعات محلية | بقش
دقت نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المناخية الحرجة التي تواجه اليمن خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر مايو 2025، حيث يتضافر انحباس الأمطار مع موجات الحر الشديدة والعواصف الترابية ليهدد الموسم الزراعي والأمن الغذائي في البلاد بشكل مباشر.
ومع استمرار معاناة اليمن من وطأة الجفاف، خاصة في المناطق المرتفعة، تأتي هذه التحذيرات لتؤكد على تفاقم الأزمة، مع استنزاف رطوبة التربة وتأثر المحاصيل سلباً.
يتجه القلق الأكبر نحو الانخفاض غير المعتاد في معدلات هطول الأمطار المتوقعة في معظم أنحاء البلاد. وتعتبر المحافظات المرتفعة، مثل المحويت وريمة وعمران وصنعاء، الأكثر تضرراً، حيث تعتمد بشكل شبه كلي على أمطار مايو المتواضعة لزراعة محاصيل استراتيجية كالذرة الرفيعة والدخن والبقوليات.
وفي حين قد تشهد بعض المناطق المرتفعة والساحلية هطولات خفيفة متفرقة، من المتوقع أن تظل معظم الأراضي المنخفضة والمناطق الشرقية، بما في ذلك محافظات حضرموت وشبوة والمهرة، جافة تماماً. ويحذر الخبراء من أنه في حال عدم هطول أمطار غزيرة في مطلع يونيو القادم، فإن احتمالية حدوث خسائر فادحة في المحاصيل ونقص حاد في أعلاف الماشية ستكون مرتفعة جداً، مما سيؤثر بشدة على الإنتاجية الزراعية وسبل عيش المزارعين.
موجات حر تزيد من وطأة الجفاف
إلى جانب الجفاف، تستمر درجات الحرارة المرتفعة في تسجيل أرقام قياسية تفوق معدلاتها الطبيعية نهاراً وليلاً في معظم المحافظات. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة القصوى إلى 44 درجة مئوية في المناطق الصحراوية الشرقية مثل حضرموت والمهرة ومأرب، مما يرفع من مخاطر موجات الحر ويفاقم الضغط على المحاصيل وموارد المياه الشحيحة أصلاً.
كما ستشهد المناطق الساحلية والمنخفضة، بما في ذلك لحج وتعز وعدن والحديدة، درجات حرارة مرتفعة للغاية، حيث تصل العظمى نهاراً إلى 42 درجة مئوية، ولا تنخفض ليلاً عن 29 درجة مئوية، الأمر الذي يهدد بتدهور سريع للثروة الحيوانية والمحاصيل والتربة.
في المقابل، ستشهد المناطق المرتفعة مثل صنعاء وإب وتعز درجات حرارة أكثر اعتدالاً وملاءمة للزراعة، حيث تتراوح بين 31 و 34 درجة نهاراً، و 14 و 18 درجة ليلاً.
تكتمل الصورة القاتمة مع توقعات بأن تسجل المناطق الصحراوية الشمالية في اليمن تركيزات عالية من الغبار قد تصل إلى 2000 ميكروغرام لكل متر مكعب، نتيجة لموسم الجفاف والرياح القوية. وقد تتأثر المناطق الساحلية المرتفعة أيضاً بمستويات غبار معتدلة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الظواهر الغبارية إلى انخفاض حاد في مستوى الرؤية وتدهور جودة الهواء، مما يشكل مخاطر كبيرة على صحة الإنسان والقطاع الزراعي على حد سواء.