أزمة البحر الأحمر: شركات التأمين ترفض تأمين سفن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل

تؤكد بيانات حديثة ارتفاع أسعار التأمين على السفن في العام 2024 نتيجة لأزمة البحر الأحمر التي كبَّدت شركات التأمين خسائر كبيرة مع ارتفاع وتيرة الاضطرابات البحرية التي أثرت على حركة الملاحة العالمية، مع استمرار استهداف #حكومة_صنعاء السفن المرتبطة بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا في البحر الأحمر وخليج #عدن منذ عام.
وأصبحت السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل خارج حسابات شركات التأمين نظراً لوقوعها المؤكد تحت الاستهداف، لذلك أصبح من الصعب جداً العثور على شركة ترغب في التأمين على السفن التي لها صلة ببريطانيا أو أمريكا أو إسرائيل وفق اطلاع بقش على تأكيدات خبراء بمجال السمسرة البحرية.
وبدأت ما يمكن تسميتها “أزمة التأمين” بعد احتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” قبالة مدينة #الحديدة، في أكتوبر 2023، وبعدها بدأت حكومة صنعاء باستهداف السفن الإسرائيلية في نوفمبر التالي، ثم وسعت نطاق أهدافها لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية في ديسمبر، نتيجة لاستهداف الدولتين #اليمن ضمن تحالف عسكري مشترك.
خسائر التأمين بسبب هذه السفن
توضح التقارير التي نشرها عدد من وسائل الإعلام، مثل شبكة سي إن بي سي الأمريكية المتخصصة في المعلومات المالية والتجارية، أنّ الاتحاد الدولي لشركات التأمين البحري سبق وأكد تراجع حركة الملاحة في البحر الأحمر بأكثر من 50%، وهو ما صاحبته زيادة موازية في حركة المرور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
هذا التراجع جاء مصحوباً بارتفاع كبير في تصنيف علاوة مخاطر الحرب الإضافية في البحر الأحمر، وبالتالي ارتفاع أسعار التأمين.
ووفق شركة غالاغر للخدمات التأمينية، فإن متوسط أسعار السوق ارتفع من مستوى ما قبل الصراع وهو 0.02 إلى 0.03% إلى متوسط 0.75% في فبراير 2024 فقط، وبعد ذلك ارتفعت الأسعار إلى 1% مع مطالبات من بعض الأسواق بزيادتها إلى 1.5% بالنسبة للسفن المرتبطة ببريطانيا أو أمريكا، بعد أن ضرب صاروخان أُطلقا من اليمن سفينة الشحن البريطانية روبيمار مما أدى إلى إغراقها.
وحسب المعلومات التي جمعها بقش، فإن السوق البحرية خسرت بين شهري مارس ويوليو 2024 السفينتين ترو كونفيدنس الأمريكية وتوتور التي ترفع علم #ليبيريا (غرقت بالفعل).
وتذكر خدمة “ذا انشورار” التابعة لوكالة رويترز أن شركة “إم.جي.إيه نفيام مارين” تقود جهود تغطية التأمين على السفينة ترو كونفيدنس ضد مخاطر الحرب بقيمة 23 مليون دولار، بينما تقود شركة ترافيلارز تغطية التأمين على السفينة توتور بقيمة 40 مليون دولار.
وقبل الهجوم على ناقلة النفط اليونانية “سونيون” في أواخر أغسطس 2024، تراجعت أسعار التأمين على السفن ضد مخاطر الحرب إلى 0.4% تقريباً، لكن هذا الهجوم بالتحديد أدى إلى ارتفاعها مجدداً إلى 0.75%.
ويُشار إلى أن خسائر التأمين على مخاطر الحرب تتفاقم بعد مضي أكثر من عام على احتجاز السفينة “غالاكسي ليدر” والتي تصل فاتورة التأمين عليها إلى قرابة 65 مليون دولار وفق اطلاع بقش على بيانات أسواق الشحن والتأمين.