الاقتصاد العربي
أخر الأخبار

السعودية تدرس التخلي عن استضافة ألعاب 2029 الشتوية بسبب تعثر أحد مشاريعها الاستراتيجية

الاقتصاد العربي | بقش

كشفت وكالة بلومبيرغ أن السعودية والمجلس الأولمبي الآسيوي بدآ اتصالات مع دول أخرى لبحث إمكانية استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029، وسط صعوبات تواجه مشروع منتجع التزلج “تروجينا” المخطط له ضمن مدينة نيوم.

وبحسب مصادر مطلعة، أجرت الرياض مناقشات غير رسمية مع الصين، في حين أكد مسؤول باللجنة الأولمبية الكورية الجنوبية أن المجلس الأولمبي الآسيوي تواصل مع سيؤول أيضاً لطرح فكرة نقل الاستضافة. وتؤكد تغطية حديثة لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن تأخر الأعمال الحيوية في “تروجينا” – بما في ذلك البنية المرتبطة بالبحيرة الاصطناعية والتزود بالمياه – وضع سيناريو النقل إلى بلد شتوي جاهز قيد الدرس لدى المجلس الأولمبي الآسيوي.

ويُعد مشروع “تروجينا” علامة فارقة في خطط المملكة لتقديم نفسها كوجهة عالمية للرياضات الشتوية، لكنه يواجه تحديات إنشائية وزمنية تعيق الالتزام بالمواعيد المحددة وفق اطلاع بقش. المملكة أكدت رسمياً أن العمل يسير وفق مراحل مجدولة، غير أن المخاوف من التأخر دفعت دوائر القرار إلى مناقشة خيار “الاستضافة البديلة” إذا لم تُنجَز البنية التحتية في الوقت المناسب، وتقدّر منصة MEED كلفة «تروجينا» بنحو 19 مليار دولار، وهو رقم أعادت بلومبيرغ تداوله في تقرير تحليلي موسّع عن ضغوط الجدول الزمني وكلفة المشروع.

يتزامن ملف «تروجينا» مع مراجعات أوسع داخل نيوم، حيث أفادت بلومبيرغ أنه منذ 2024 قلصت المملكة الطموح متوسط الأجل للمشروع العملاق، قبل أن تكشف في يوليو 2025 عن الاستعانة باستشاريين لمراجعة جدوى «ذا لاين» وتوقعات الإشغال، في ضوء التحديات التمويلية والتنفيذية.

كما نشرت وول ستريت جورنال سلسلة تقارير طالعها بقش أبرزها أن عجز التمويل وتضخم الكلفة واصطدام الجداول الزمنية بالواقع أدّت إلى إعادة ترتيب الأولويات داخل نيوم، هذه الصورة تعززها تقارير فايننشال تايمز عن مراجعة شاملة لنطاق الأعمال في 2025.

رهان الرياض على القوة الناعمة الرياضية على المحك

يمثل ملف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 اختباراً لطموحات السعودية الرياضية والسياسية، حيث كانت المملكة قد قدّمت الاستضافة كجزء من استراتيجية لتعزيز القوة الناعمة وجذب السياحة.

لكن أي تراجع عن الاستضافة أو تقليص خطط “تروجينا” سيطرح تساؤلات حول القدرة على التنفيذ ضمن الجداول المعلنة، خاصة مع المنافسة الإقليمية على الفعاليات الكبرى. ويشير تقرير فايننشال تايمز إلى أن قرار النقل – إن حدث – مرهون بالمجلس الأولمبي الآسيوي، وسط “خطط بديلة” سعودية لاستضافة محدودة على منشآت قيد الإنجاز إذا تعذّرت الحلول الجذرية.

على المستوى الكلي، تكشف تغطيات غربية متطابقة عن ضغوط تمويلية تتعرض لها مشروعات “رؤية 2030″، في نوفمبر 2024، حيث نشرت وول ستريت جورنال تقريراً موسعاً اطلع عليه بقش خلص إلى أن المملكة لا تمتلك التمويل الكافي لتسيير مشروعات نيوم بنفس الزخم المخطط، مع ارتفاع الكُلف وتأجيل جداول التسليم؛ وهو مسار أكدته متابعة لاحقة للصحيفة في مارس 2025 حول “تصادم الرؤية مع الواقع التنفيذي” داخل نيوم.

وفي أبريل 2025 ذكرت فايننشال تايمز أن الإدارة المؤقتة لنيوم أطلقت مراجعة شاملة للأولويات وحجم المشاريع. هذه الاتجاهات ظهرت أيضاً في عناوين بلومبيرغ منذ 2024 حول تقليص الطموح متوسط الأجل، ومراجعة ذا لاين في 2025. مجتمعةً، ترسم هذه التقارير صورة لمرحلة “إعادة معايرة” تشمل الحجوم، الجداول، ومصادر التمويل.

الميزانية السعودية رهينة أسعار النفط

اقتصادياً، تؤثر دورة أسعار النفط على قدرة المملكة في تمويل “الجيغا-مشروعات” أو المشاريع العملاقة. وقد قدّرت بلومبيرغ إيكونوميكس أن سعر التعادل المالي للموازنة السعودية بلغ نحو 96 دولاراً لبرميل النفط في 2025 – مستوى يرفع حساسية الخطة الاستثمارية لتقلبات السوق.

كما حذّر تقدير لدى غولدمان ساكس في أبريل 2025، من أن العجز قد يتسع إلى نحو 67 مليار دولار في حال هبوط الأسعار حسب مراجعة بقش. وعلى صعيد إدارة الأصول، أفادت رويترز منتصف أغسطس 2025 بأن صندوق الاستثمارات العامة سجّل خفضاً محاسبياً يقارب 8 مليارات دولار في تقييم بعض المشروعات ومن ضمنها نيوم، بسبب تجاوزات الكلفة والتأخير وتبدّل ظروف السوق، وهذه المعطيات تفسّر الميل الرسمي لتعديل الأولويات وتوزيع الاستثمارات على مراحل أطول.

يبقى “تروجينا” جزءاً محورياً في رزمة الاستحقاقات الرياضية والسياحية للمملكة، لكن ضغط الوقت والتمويل يفرض سيناريوهين: الاستمرار مع تقليص النطاق، وهو ما ألمحت إليه تقارير بلومبيرغ أو نقل الاستضافة ريثما تُستكمل البنية الأساسية الحساسة (مياه، ثلج اصطناعي، منشآت مرتفعة الارتفاع)، كما نقلت فايننشال تايمز.

وفي الحالتين، تبدو الكلفة المتنامية التي تُقدّرها MEED بنحو 19 مليار دولار—والجدول المضغوط حتى 2029 عاملين مرجّحين لإعادة جدولة التنفيذ، سواء داخل نيوم أو على مستوى توزيع فعاليات الألعاب في بلد مضيف جاهز.

الرسالة الأساسية من رصد التقارير الغربية أن المملكة تدخل مرحلة إدارة واقعية للتوقعات: مراجعات للنطاق، إرجاءات انتقائية، وتدرّج في التسليم، مع الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش