السعودية على أعتاب استثمارات استراتيجية كبرى مع لبنان.. 22 اتفاقية ومباحثات لإعادة إعمار

كشفت الحكومة اللبنانية عن استعدادها لإبرام 22 اتفاقية تعاون مع المملكة العربية السعودية، خلال زيارة مُزمعة لرئيس الجمهورية “جوزيف عون” أو رئيس الوزراء “نواف سلام”، أو كليهما معاً، إلى الرياض في أبريل المقبل.
وأوضح نائب رئيس الوزراء “طارق متري” في حديث مع “بلومبيرغ” أن الاتفاقيات جاهزة للتوقيع بعد اكتمال صياغتها، مشيراً حسب اطلاع بقش إلى أن الدعم السعودي يُشكل “بوابةً لدعم دولي أوسع”، لكنه ربط ذلك بضرورة تنفيذ اشتراطات وإصلاحات وضمان شفافية في إدارة الموارد.
جاء الإعلان تزامناً مع استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس اللبناني في قصر اليمامة بالرياض، إذ ناقش الجانبان سُبل تعزيز العلاقات الثنائية وآخر التطورات الإقليمية.
وأعرب عون عن تفاؤله بـ”محادثات تمهّد لزيارةٍ لاحقة تُوقع فيها الاتفاقيات”، وفق بيان الرئاسة اللبنانية. من جانبه، أشار متري إلى تحوّل في منهجية الدول المانحة، التي أصبحت تشترط إصلاحات جذرية مقابل دعمها، قائلاً: “علينا استحقاق ثقة المجتمع الدولي عبر أفعال ملموسة”.
صندوق إعادة إعمار مستقل وتحديات التمويل
في سياق متصل، أكد متري أن العمل جارٍ على إنشاء “صندوق مستقل” لإدارة عمليات إعادة الإعمار بعيداً عن الهياكل الحكومية التقليدية، بالشراكة مع مؤسسات دولية لضمان المصداقية. وأشار إلى أن لبنان يحتاج إلى 11 مليار دولار لإصلاح البنى التحتية المتضررة جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وفق تقديرات البنك الدولي.
وحسب تقديرات البنك التي تابعها بقش، فإن القطاعات الحيوية بحاجة إلى تمويل حكومي وخاص يتراوح بين 3 إلى 8 مليارات دولار.
مؤتمر دولي ومُبادرات فرنسية.. النازحون السوريون على رأس الأولويات
كشف متري أيضاً عن مُبادرات فرنسية لاستضافة مؤتمر دولي يجمع بين الجانب الإغاثي والاستثماري لدعم لبنان، مع تركيز جزء منه على جذب المستثمرين الأجانب.
وأوضح أن باريس تدرس تنظيم اجتماع تحضيري يتبعه مؤتمر رئيسي، أو دمج الاثنين في فعالية واحدة، دون الكشف عن موعد محدد.
أكد متري أن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ستكون البند الأول في أي حوار مع دمشق، مشيراً إلى إجماع لبناني على ضرورة تسريع هذه العملية. ولفت إلى إمكانية عودة “مئات الآلاف” بتكلفة مالية محدودة، في إشارة إلى أرقام غير رسمية تتداولها الأوساط السياسية.
هذا وكان الرئيس عون قد شدد في تصريحات سابقة على أهمية ضبط الحدود وإعادة النازحين كأولوية قصوى في العلاقات مع سوريا.