الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

الشركات الأمريكية تنتهز فرصة الرسوم الجمركية لرفع الأرباح والمستهلكون ضحايا سياسة ترامب

يُتوقع ارتفاع التضخم لما بين 3 و5% في الولايات المتحدة بسبب تمرير جزء من التعريفات الجمركية إلى المشترين، وبالتالي ارتفاع أرباح الشركات، ما يعني استفادة الشركات من رسوم “ترامب” التي سيتحملها بالضرورة المستهلكون الذين يواجهون ارتفاع الأسعار.

وظهرت دلائل على إرهاق المستهلكين بعد سنوات من تحمُّلهم ارتفاع التضخم، واتضاح مؤشرات على تزايُد مخاطر الركود، وفق اطلاع بقش على وكالة بلومبيرغ.

ويشعل ذلك معركة بين الشركات والمستهلكين، فالعديد من المحللين الاقتصاديين في “وول ستريت” يرجّحون ارتفاع مؤشر رئيسي لمعدل التضخم الأساسي إلى أكثر قليلاً من 3% بحلول نهاية العام، في حين يتوقع آخرون أن يقترب من 5%، وبالنتيجة يعني ذلك وجود مجموعة كبيرة من النتائج المحتملة فيما يتعلق بقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

وتقول أدريين ييه، المديرة الإدارية لدى بنك “باركليز” البريطاني، والمتخصصة في شركات بيع التجزئة، إن أغلب ما يجري حالياً هو عدم رفع أي أسعار على الإطلاق، إلى أن يكون رفعها حتمياً، وذلك لأن محاولة استغلال الوضع وسط تراجع معنويات المستهلكين لا معنى لها.

تأثر الشركات وانخفاض هوامش الأرباح

رغم ذلك، تشير بيانات اقتصادية أولية إلى أن الشركات تحملت بعض التكاليف على الأقل، وتُظهر تقارير حكومية شهرية أن هوامش أرباح شركات بيع الجملة والتجزئة سجلت في فبراير ومارس الماضيين أكبر انخفاضين متتاليين على الإطلاق في البيانات منذ عام 2010، إذ انخفضت بمعدل 10.5% على أساس سنوي.

ويقول محللو بلومبيرغ إن المستوردين الأمريكيين تحملوا حتى الآن تكاليف الرسوم الجمركية عند الحدود، ويُرجَّح أن تتأثر هوامش أرباح الشركات الأمريكية سلباً.

ويُعتبر هامش بيع الجملة والتوزيع كبيراً، خصوصاً بالنسبة لفئات السلع والبضائع الأكثر تأثراً بالواردات الصينية، ما يشير إلى امتلاك الشركات مجالاً لتحمل تكاليف الرسوم الجمركية.

وثمة شركات تجزئة كبرى، مثل “وول مارت”، تعتمد على سلاسل التوريد المتنوعة للتفاوض مع التجار على الأسعار والمخزون، لكن الشركة حذرت حسب متابعات بقش من تأثير سلبي قصير على الربح التشغيلي مع دخول الرسوم حيز التنفيذ، مشيرةً إلى أنها تستثمر للحفاظ على انخفاض الأسعار.

إلا أن شركات أخرى معرَّضة لتأثيرات أكبر، إذ يقول بنك باركليز إن شركات أخرى، مثل “نايكي” و”سكتشرز يو إس إيه”، ستضطر إلى رفع الأسعار بنسبة 7.5% و10% على التوالي لمعادلة تأثير الرسوم الجمركية.

تهدئة حرب الرسوم مع الصين

من جانب آخر، وأمام التداعيات الهائلة التي فرضتها الحرب التجارية، قال وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” اليوم الثلاثاء، إنه يتوقع “تهدئة” في الحرب التجارية مع الصين في “المستقبل القريب جداً”.

وحسب متابعة بقش للتصريحات، فإن الخطوات التالية مع بكين هي أنه “لا أحد يعتقد أن الوضع الراهن مستدام” مع بقاء معدلات الرسوم الجمركية عند مستوياتها الحالية وفقاً للوزير الأمريكي، مضيفاً أنه يعتقد باحتمالية تهدئة التصعيد بين أكبر اقتصادين عالميين، لمنح العالم والأسواق “شعوراً بالارتياح”.

وفي العموم يصر سكوت بيسنت على أن هدف سياسة ترامب ليس فك الارتباط مع اقتصاد ضخم ومهم للعالم كالصين، مشيراً إلى أن التفاوض مع بكين قد يكون “مضنياً”، لكن أياً من الطرفين “لا يعتقد أن الوضع الراهن مستدام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى