
دخل قرار الصين بخصوص إعفاء المنتجات اليمنية من الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ اليوم الإثنين، ما يعني تدفق منتجات البلاد إلى السوق الصينية بمعدل “صفر جمارك”.
ووفق إعلان القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن، شاو تشنغ، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الصين لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع اليمن ودعم مسار التعافي في البلاد التي تجاوزت حربها سنواتها العشر.
وحسب ما نشرته صحيفة الثورة التابعة لحكومة عدن، فإن القرار الصيني يشمل مختلف الصادرات اليمنية، مع التركيز خصوصاً على المنتجات السمكية التي تُعد من أبرز السلع التي قد تسهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
تعزيز التجارة اليمنية مع الصين
حسب تشنغ فإن أسواق الصين ستُفتح أمام المنتجات اليمنية دون أية قيود جمركية، مما يفتح المجال أمام الشركات والمصدرين اليمنيين للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويُقرَأ إعفاءُ المنتجات اليمنية من الرسوم الجمركية في الصين باعتباره سيسهم في تعزيز التجارة اليمنية ويوفر فرصاً تصديرية للشركات المحلية، بالتزامن مع تزايد الطلب على المنتجات الطبيعية والسمكية في السوق الصينية.
ويأتي إعفاء المنتجات اليمنية من الرسوم الصينية في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة حرباً تجارية بفرض رسوم جمركية شاملة، شملت اليمن أيضاً بنسبة 10%. وحسب وسائل إعلام وتحليلات صينية، فإن بكين تسعى إلى اجتذاب الدول إليها وتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية معها خلافاً للاستهداف الأمريكي للدول.
وحسب البيانات التي راجعها “بقش”، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين اليمن والصين 3 مليارات دولار سنوياً حتى العام 2023، وفي ذلك العام قال “تشنغ” نفسه إن الصين تتطلع إلى زيادة التبادل التجاري مع اليمن إلى مستوى 6 مليارات دولار، ضمن خطة صينية لتوسيع التبادل التجاري مع الدول العربية، إضافةً إلى فتح خط مباشر مع كافة الموانئ اليمنية.
عودة المستثمرين إلى اليمن
تحدَّث القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن عن استعداد المستثمرين الصينيين للعودة إلى السوق اليمنية فور استقرار الأوضاع وتحسن البيئة الأمنية.
وعَدَّ اليمن شريكاً استراتيجياً للصين في منطقة الشرق الأوسط، وفي سياق ذلك تحدَّث إن بلاده تدعم الحوار بين الأطراف برعاية الأمم المتحدة وتراقب التطورات عن كثب وتعمل على توفير أشكال الدعم الممكنة في المجالات الاقتصادية، وغيرها مثل المجالات الإنسانية والتعليمية.
دعا تشنغ كذلك إلى تعزيز التعاون وقال إن اليمن سيكون قادراً على استعادة دوره المحوري في المنطقة بفضل جهود أبنائه.
كما ذكر أن هناك أكثر من 30 آلاف يمني يقيمون في الصين حالياً، منهم قرابة 6 آلاف طالب يدرسون في الجامعات والمعاهد الصينية.
وفي السياق قال إن لبلاده موقفاً ثابتاً تجاه أمن وسلامة الممرات البحرية الدولية، خصوصاً في البحر الأحمر بوصفه من أهم الممرات التجارية العالمية، معتبراً أن التوترات البحرية تهدد بشكل مباشر سلاسل الإمداد الدولية وتؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي والعالمي.