الاقتصاد العالمي

وزارة الكفاءة الحكومية: إيلون ماسك يهدد الموظفين الأمريكيين

تتعمق المخاوف لدى الموظفين الفدراليين في #أمريكا بسبب تعيين “إيلون ماسك” مسؤولاً عن وزارة الكفاءة الحكومية من قبل #ترامب الذي يريد التعامل مع ما يعتبره “عدم كفاءة الحكومة الفدرالية”.

ويرغب ترامب، عبر ماسك، في الحد من الإنفاق الفدرالي من خلال الاستفادة من خبرات مليارديرَين هما إيلون ماسك الأغنى في العالم، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي الذي وعد بـ”تقليل عدد الموظفين الحكوميين”.

إيلون ماسك قام بإجراء تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين في شركاته العالمية المختلفة، ويريد تطبيق مثل هذه السياسة في حكومة أمريكا للتخلص مما يراه “تضخماً حكومياً” وتقليص الإنفاق الفدرالي بمقدار تريليوني دولار تقريباً.

مليارديران بلا خبرة في الحوكمة

وكالة بلومبيرغ في آخر تعليقاتها بهذا الشأن وفق اطلاع بقش، قالت إن أمريكا انتخبت لها رئيساً جديداً منح سلطةً إلى رجلَي أعمال لا يملكان خبرةً في الخدمات العامة والحوكمة، ليتوليا القيادة الفعلية للحكومة الفيدرالية، ويتضمن جزء من الخطة حذف بعض الوكالات بهدف خفض الإنفاق.

لكن ليس معروفاً بعدُ ما إذا كان الرجلان اللذان سيقودان إدارة الكفاءة الحكومية والمعروفة اختصاراً بـ”دوج” (DOGE)، سيتمتعان بأي سلطة فعلية. كما أن وعودهما بتقليص الإنفاق وتسريح العاملين تُعتبر صعبة التنفيذ، وتسلط الضوء على الموظفين الحكوميين من ناحية معرفة هويتهم وطبيعة وظائفهم ودوافعهم للعمل في القطاع العام.

وتحسين جودة الوظائف والأجور وظروف العمل ليس وارداً في جدول أعمال “دوج”. واكتفى ترامب بالتهديد بفصل الموظفين الذين لا يعودون للعمل في المكاتب، وبأنه سيلجأ للقضاء للطعن في عقد العمل الذي أبرمته إدارة #بايدن، والذي يتيح عمل آلاف الموظفين عن بُعد.

ويبدو أن المشكلة في الإدارة وليست في الموظفين أنفسهم. تتساءل بلومبيرغ: إذا كان شخص ما يعمل كموظف فدرالي، فهل ينبغي عليه التفكير في الاستقالة لتجنب أي مشاكل محتملة مع إدارة الكفاءة؟

وتورد أن أكبر المشكلات في الخدمة العامة لم تكن بسبب الموظفين، بل بسبب كيفية إدارتهم وتنظيمهم، حيث يعمل الموظفون المدنيون تحت إشراف المعينين السياسيين، وعدد هؤلاء المعيّنين ازداد بشكل كبير ليصل إلى حوالي 4 آلاف شخص، ما يعيق الترقية والتقدم الوظيفي، بمعنى أن العلاقات السياسية تبدأ في السيطرة.

استقالة الموظفين الفدراليين

“هل يجب أن يقدم الموظف الفدرالي استقالته؟”، تتساءل بلومبيرغ، وتجيب: “إذا كان ترامب لا يقدّر عمل الموظفين الحكوميين، ويوافق على أنه يجب تسريح العديد منهم، أو معظمهم، فإن الاستقالة تعتبر وسيلة للتعبير عن عدم الرضا، وكذلك لإظهار أن قلة الاحترام تكلف أمريكا موظفين مدنيين قيّمين.

ومن الممكن أن يتم تفسير الاستقالة كموقف سياسي، فقد زعم ترامب منذ فترة طويلة أن الموظفين الفدراليين يشكلون “دولة عميقة” تعهد بتفكيكها وفق متابعة بقش، وبمجرد الاستقالة فإنها تعزز فكرته بأن الموظفين الحكوميين لديهم دوافع سياسية.

أما إذا كان من المفترض ألا يقدم الموظفون الفدراليون استقالتهم، فإن السياسيين ومن يعينونهم يشبهون “حشرات الماي فلاي” التي تعيش لفترة قصيرة حد تعبير وكالة بلومبيرغ، حيث إن البقاء في الوظيفة يرسل رسالة قوية بأن الموظفين الحكوميين يتعالون فوق الضجيج السياسي.

فوظيفة الموظفين هي “خدمة الشعب”، والشعب يختار إدارة جديدة كل أربع سنوات، إلا أنّ البقاء في نفس المسار ينطوي على مخاطر، وهي تعزيز الانطباع بأن الموظفين الحكوميين لا يمتلكون المهارات المطلوبة للوظائف في القطاع الخاص، وأنهم لو استطاعوا المغادرة لفعلوا ذلك.

ما هي وزارة الكفاءة الحكومية؟

في نوفمبر الماضي، أعلن ترامب عن مبادرة جديدة للتعامل مع ما يصفه بعدم كفاءة الحكومة الفدرالية، على أن يتولى مسؤولية هذه المبادرة إيلون ماسك، ويقول الأخير إنه يريد خفض 2 تريليون دولار من الميزانية الفدرالية لجعلها أكثر كفاءة وفعالية.

ورغم أن اسمها يتضمن كلمة وزارة، إلا أن ترامب لا يمكنه تشكيل وزارة جديدة لأن الوزارات الدائمة لا يمكن إنشاؤها إلا من قبل الكونغرس، وبأغلبية الثلثين. لكن هذه الوزارة المفترضة ستعمل من خارج الحكومة لفترة محددة، وسيتم حلها بحلول الرابع من يوليو 2026، أي بحلول الذكرى 250 لإعلان الاستقلال، حسب متابعة بقش.

وبموجب القوانين الأمريكية قد لا تتمكن هذه الوزارة من إنجاز الكثير لأن الكونغرس يتحكم في الإنفاق الفدرالي، وليس لأي جهة إلا الكونغرس حق تحديد المخصصات المالية للجهات الحكومية المختلفة.

هذا وبلغ الإنفاق الفدرالي هذا العام نحو 6.75 تريليونات دولار، ويرى خبراء أن ماسك لن يتمكن من توفير 2 تريليون دولار دون التضحية بالبرامج التي تحظى بدعم واسع من الحزبين كبرامج الرعاية الطبية ومعاشات التقاعد والضمان الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى