
بقش
12 فبراير 2025
تتصدر أزمة انقطاع التيار الكهربائي وأزمة الغاز المشهد في عدن، وتمتد الأزمة إلى عدد من المحافظات، وسط غياب الحكومة عن المعاناة التي يطالب المواطنون بوضع حد لها من الجذور.
وتجسد الأزمة معاناة تتفاقم مع قرب حلول شهر رمضان، في حين تشهد المحافظات احتجاجات وعصياناً مدنياً بسبب تدهور الخدمات العامة والانهيار الاقتصادي المستمر، بما في ذلك عدن والضالع وأبين وسقطرى.
ويصل انقطاع الكهرباء في عدن إلى 19 ساعة يومياً مقابل ساعتين تشغيل، وسط عجز حاد في توليد الطاقة ونقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات. ووفق معلومات بقش، تعمل حالياً محطة المنصورة فقط عقب تشغيلها بوقود مُستَلَف من رجل الأعمال رشاد هائل سعيد أنعم، بينما 16 محطة أخرى متوقفة، منها 15 محطة تعمل بالديزل والمازوت، إضافة إلى محطة الرئيس التي تعتمد على النفط الخام.
ومن جانب آخر، تزيد أزمة الغاز المنزلي خنقاً للمواطنين ويتفاقم الوضع يومياً مع غياب الحلول الفعالة من الجهات المختصة، ما يجبر المواطنين على اللجوء إلى السوق السوداء التي تبيع أسطوانات الغاز بأسعار باهظة تفوق قدرة المواطنين فوق السعر الرسمي البالغ 7500 ريال للأسطوانة.
وطالت أزمة الغاز المنازل والمطاعم والمخابز المعتمدة على الغاز بشكل رئيسي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخبز والطعام الجاهز.
وفي حضرموت يعاني المواطنون من سرعة نفاد الغاز المنزلي، بسبب التعبئة القليلة في أسطوانات الغاز المنزلي، ما يؤدي إلى سرعة انتهاء محتواها وزيادة تكرار الحاجة إلى استبدالها.
عصيان مدني في أبين
في مدينة زنجبار دخل المواطنون في عصيان مدني بينما تشهد المدينة احتجاجات رافضة لتدهور الوضع الاقتصادي، وأغلق المواطنون المحلات التجارية ومحلات الصرافة والمجمع الحكومي.
وقُطعت عدة شوارع وأُحرقت إطارات تالفة للمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمات وإيقاف الجبايات غير القانونية وكذلك إقالة السلطة المحلية و”رحيل التحالف” وفق متابعات بقش.
وطالب الأهالي بمنع الجبايات التي فاقمت الأوضاع المعيشية، في حين تذهب الجبايات إلى الفاسدين الذين يتقاسمونها ولا تورَّد إلى الخزينة العامة.
ويؤكد المواطنون في أبين أنهم يعانون من الجبايات والفساد ووصول المعيشة إلى نقطة الصفر، حيث تزداد معدلات الفقر وانعدام الخدمات.
احتجاجات في تعز
وفي تعز أيضاً شهدت المدينة احتجاجات تطالب بإعادة تشغيل الكهرباء المتوقفة منذ قرابة 10 سنوات، وبإيصال حصة تعز من الوقود الحكومي، في الوقت الذي يعتمد فيه المواطنون على الكهرباء التجارية الخاصة والألواح الشمسية المكلفة.
وحسب معلومات حصل عليها بقش، يصل سعر الكيلووات التجاري في تعز إلى 1200 ريال، مما اضطر العديد من المواطنين إلى وضع عدادات كهربائية ومحاولة الاقتصاد فيها قدر الإمكان، لكن مع ذلك تتراوح الفاتورة الشهرية بين 12 ألف ريال و15 ألف ريال.
إلى ذلك تسببت أزمة انقطاع الكهرباء في محافظات حكومة عدن في توقف كثير من الأعمال الحكومية والخاصة، وشلل الخدمات الصحية وخدمات المياه.
وكانت الحكومة تعهدت بأنها ستفي بالتزاماتها الاقتصادية والخدمية، وأن من الضروري حشد الطاقات لمواجهة التحديات الاقتصادية وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين قبل حلول رمضان، إلا أن المواطنين يكررون قولهم بأن الحكومة تكتفي بتقديم الوعود دون تنفيذ خطط فاعلة ومستدامة تنتشل الأوضاع من قاع التدهور.