المغرب يعمق علاقاته مع إسرائيل بـ”صفقة دفاعية”.. هكذا يتخاذل العرب أمام إبادة غزة

تقارير | بقش
في حين يستنكر المجتمع الدولي والدول الأوروبية بلهجة شديدة انتهاكات وجرائم إسرائيل في قطاع غزة المحاصر، تذهب دول عربية لتوطيد وتقوية العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
أحدث التحركات العربية لتوثيق تعاونها مع إسرائيل هي خطوة “المغرب”. إذ تُجري الحكومة المغربية مفاوضات مع شركة “إلبيت” الإسرائيلية بشأن صفقة مدافع لمركبات قتالية مدرعة جديدة، في جزء من توسيع التعاون الأمني مع إسرائيل منذ اتفاقيات التطبيع، وحسب اطلاع بقش على التفاصيل في صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية، فإن “إلبيت” هي المرشحة الأبرز لتزويد المغرب بأبراج مدافع عيار 105 ملم و120 ملم للمركبات القتالية المدرعة التي اشترتها الرباط من مجموعة “تاتا” الهندية.
وترغب حكومة المغرب في ترقية قدراتها العسكرية، ولعل ذلك يجعلها تضرب بالمعايير الإنسانية في الحائط، غير متحرجة على الإطلاق من تقوية التعاون مع إسرائيل التي ترتكب أبشع إبادة في التاريخ الحديث بحق المدنيين الفلسطينيين.
وقد توجه الجيش المغربي إلى شركة “إلبيت” الإسرائيلية بهدف تزويده بالمدافع، بعد أن كان قد اشترى منها سابقًا مدافع “أتموس” في صفقة بلغت 370 مليون دولار وفق تتبُّع بقش للصفقات. ونظام “أتموس” يشمل مدفع هاوتزر قادراً على إطلاق جميع القذائف والطلقات المعتمدة من حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بعيار 155 ملم، وله مدى فعّال يزيد عن 40 كم باستخدام قذائف معيارية، كما يتيح مدى موسعاً باستخدام قذائف مدعومة بالصواريخ.
ومنذ توقيع اتفاقيات التطبيع بات المغرب “زبوناً” عالي الأهمية بالنسبة لصناعات الدفاع الإسرائيلية، وقد أبرمت الحكومة المغربية صفقة أقمار صناعية مع الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة تصل إلى مليار دولار، لمدة 5 سنوات.
التواطؤ العربي مع إسرائيل.. الإمارات أنموذجاً
وفي العام الماضي تجاوزت المبادلات التجارية بين الجانبين 53 مليون دولار حتى منتصف العام. وجاءت هذه الوتيرة المتصاعدة من التبادل التجاري العام في الوقت الذي يستمر فيه المسار التجاري في التصاعد أيضاً بين إسرائيل من جهة، ودول أخرى كالإمارات والأردن ومصر من جهة أخرى.
وارتفع حجم الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب في العام 2023 بنسبة 128% حسب مراجعة بقش للبيانات، في حين سجلت صادرات إسرائيل إلى الدول المذكورة ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً إلى الإمارات ببنسبة 5.2% لتبلغ قيمتها 650 مليون دولار.
ولا تتحرج الإمارات، هي الأخرى، من تمتين العلاقات مع إسرائيل وسط استمرار الإبادة في غزة. إذ تمد الدولة الخليجية جسراً برياً تجارياً يمر بالسعودية والأردن وصولاً إلى إسرائيل، ويمد الاحتلال بالبضائع والسلع في الوقت الذي يتم فيه التجويع الممنهج بحق أهالي غزة. وبرزت أهمية هذا الجسر البري التجاري بعد أن حظرت قوات صنعاء عبور السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل من البحر الأحمر.
من جانب آخر، كانت تحقيقات منشورة كشفت عن دور دول التطبيع العربي في إسناد إسرائيل عبر مواصلة حركة الملاحة الجوية معها رغم دموية الحرب، وظهر التعاون الملاحي الجوي كأحد أبرز مجالات التعاون العربي الإسرائيلي، لما يمثله من أهمية لإسرائيل خلال الحرب.
وتحولت الإمارات إلى ما يشبه محطة الإسناد للملاحة الجوية لإسرائيل وسط تراجع باقي الدول عن ذلك، كما تحولت الإمارات إلى حلقة وصل استراتيجية للشحن الجوي بين دولة الاحتلال ودول جنوب آسيا، ورغم أن الدولة الخليجية شاركت في بيانات تنديد طالبت بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب، إلا أنها واصلت النشاط الجوي مع إسرائيل خلال الحرب، في الوقت الذي أوقفت فيه دول حول العالم خطوطها الجوية مع الاحتلال.