انقسام في “حلف القبائل” يعزل “بن حبريش”.. وتحركات سعودية مرتقبة في حضرموت

يشهد “حلف قبائل حضرموت” -الذي يتبنّى الحراك القبلي في المحافظة- انقسامات وخلافات بين قياداته، إلى حد إعلان قيادات عن سحب الثقة من قيادة رئيس الحلف الشيخ عمرو بن حبريش.
ففي اجتماع استثنائي عقدته قيادات حلف قبائل حضرموت، السبت 22 مارس، في منطقة العيون بمديرية غيل باوزير، وبدعم من المجلس الانتقالي، أعلنت هذه القيادات عن سحب الثقة من بن حبريش ودعت إلى تشكيل قيادة جديدة.
أصدر الاجتماع الاستثنائي بياناً شديد اللهجة اطلع عليه بقش، جاء فيه أنّ الشيخ بن حبريش تجاوز النظام التأسيسي للحلف ومبادئه ووثائقه من خلال التفرُّد بقرارات مصيرية، معتبراً أن تصرفاته لا تمثل الحلف ويتحمل مسؤوليتها الكاملة.
عزل بن حبريش بدعم من الانتقالي
أوضحت القيادات في بيانها أن حضرموت تمر بأزمة مفتعلة اتخذ مسببوها من حقوق حضرموت شعاراً لهم بينما الحقيقة هي مصالح خاصة، “وذلك من خلال العمل على إنشاء قوة خارج إطار الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية لتحل محل قوات النخبة الحضرمية، وقطع إمدادات الوقود وتعطيل خدمة الكهرباء بنقاط مسلحة”، مما أثر سلباً على حياة المواطنين وعلى مقدراتهم.
ورفض المجتمعون “اختزال حضرموت وحلفها في شخص الشيخ عمرو بن حبريش” الذي لم يستجب “للنداءات والمناشدات المتكررة”، معلنين “سحب الثقة من الشيخ بن حبريش كرئيس للحلف لانتهاء الفترة المحددة في وثائق التأسيس ومخالفته أهداف ومبادئ الحلف، ونعتبر كافة تصرفاته لا تمثل إلا نفسه ويتحمل مسؤوليتها الكاملة”.
كما أقرّ اجتماع “العيون” تشكيل لجنة للإعداد والتحضير لمؤتمر عام من كافة القبائل والمناصب والمشايخ لاختيار وإعلان رئيس للحلف وهيئة رئاسة من بين أعضائها وتفعيل العمل المؤسسي والمشاركة في اتخاذ القرار وفقاً للنظام الداخلي ووثائق التأسيس.
مطالبة بموقف حكومي وخليجي حازم
طالب بيان القبائل المجلس الرئاسي وحكومة عدن بالقيام بواجبهم تجاه حضرموت ومطالبها والاستحقاقات المشروعة المعلنة من كافة مكوناتها وتنفيذ المصفوفة الرئاسية بصورة عاجلة، والتي أُعلن عنها في وقت سابق من هذا العام.
كما ناشد المجتمعون السعودية والإمارات باتخاذ موقف حازم “حيال العبث الحاصل في المحافظة” حسب البيان.
هذا التحرك يأتي بعد يوم واحد من اجتماع في جدة جمع رئيس حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ عمرو بن حبريش، مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.
وخلال اللقاء تمت الإشارة إلى متغيرات في العديد من الملفات الخاصة بحضرموت ستتم قريباً، وعبّر بن حبريش عن دعمه للتحركات والنوايا التي تتبناها السعودية.
تباين المصالح
اعتُبر ذلك مؤشراً واضحاً على اختلاف المحاور الإقليمية المؤثرة بشأن ملف حضرموت، مما عكس انقساماً متزايداً في أوساط الحلف وتبايناً في المصالح، خصوصاً وأن المجتمعين في “العيون” رفعوا رايات تمثل الحلف في إشارة إلى إضفاء الشرعية على تحركاتهم المدعومة من المجلس الانتقالي.
من جانب آخر أفادت معلومات بأنّ اللقاء المقبل لممثلي القبائل، والمقرر عقده خلال الأيام المقبلة، سيُخصَّص لمتابعة تنفيذ أبرز ما تضمنته مسودة البيان الختامي لاجتماع “العيون”، وعلى رأسها تشكيل لجنة تحضيرية لاختيار رئيس جديد لحلف قبائل حضرموت.
ووسط هذه التجاذبات السياسية، يُنظر إلى الاجتماع القبلي باعتباره يسحب البساط من بن حبريش من ناحية، ومن ناحية أخرى يفرض واقعاً سياسياً وقبلياً جديداً في المحافظة النفطية، في وقت حساس تشهد فيه المحافظة أزمة اقتصادية وتنافساً محلياً وإقليمياً على النفوذ فيها.