الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

بأسعار زهيدة تفضح الأسعار الفلكية.. الصين توجه ضربة قاصمة للعلامات الغربية

تشهد الصين ما يشبه الثورة ضد العلامات التجارية الأمريكية والغربية “الفاخرة”، فمع تصاعد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن اتخذ مورّدون صينيون موقفاً صارماً، وكشفوا -عبر فيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي- أسرار صناعة المنتجات الغربية الفاخرة.

تحدى الموردون الصينيون علامات تجارية كـ”بيركين” و”إستي لودر” و”بوبي براون” و”شانيل” و”لويس فويتون” و”غوتشي” وغيرها، وعرض الصينيون منتجات مشابهة لما يصنّعونه لهذه الماركات، دون الشعار، وبأسعار زهيدة تكاد لا تُصدَّق.

ووفق متابعة بقش للفيديوهات التي انتشرت، فقد أظهر صينيون مهاراتهم الحرفية في تصنيع حقائب الجلد الفاخر والملابس ومستحضرات التجميل، واستعرضوا مراحل إنتاج مطابقة لما يُستخدم في تصنيع المنتجات الغربية الأصلية التي تُباع بأسعار باهظة للغاية.

وصنع أحد الصينيين حقيبة شبيهة بحقيبة “بيركين” التي يُقدَّر سعرها العالمي بـ34 ألف دولار، وقال الصيني إن تكلفة صناعتها الحقيقية لا تتجاوز 1400 دولار، والسعر الباهظ لا يعكس إلا قيمة “الشعار”.

وأكد المورّد الصيني أنه على استعداد لبيع نفس الحقيبة، دون علامة “هيرمس”، وبعُشر السعر فقط.

وطالت هذه الظاهرة علامات تجارية أخرى مثل “نايكي” و”أديداس” و”لولوليمون”. على سبيل المثال، أكد صانع للملابس الرياضية في الصين أن التيشيرت الذي تبيعه “لولوليمون” بـ100 دولار يمكن إنتاجه بنفس الجودة مقابل 6 دولارات فقط.

ثورة الرد على الرسوم

هذه الثورة الصينية على العلامات التجارية العالمية الكبرى، جاءت عقب اندلاع الحرب التجارية بين بكين وواشنطن التي فرضت رسوماً جمركية تصل بالفعل إلى 145%.

وهددت الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 245% حسب متابعات بقش، وهو ما ردت عليه وزارة التجارة الصينية بأن هذه التهديدات الأمريكية هذه الرسوم تُظهر أن واشنطن وصلت إلى مستوى غير عقلاني في استخدام الضرائب سلاحاً.

ويعتبر اقتصاديون أن الثورة الصينية على الماركات الفاخرة تمثّل خطوة مهددة بالفعل للمنتجات الفلكية التي تحمل علامات مثل “صُنع في فرنسا” أو “صُنع في إيطاليا”، والتي لطالما وُصفت كمردافٍ للجودة والحصرية.

حيث أصبح صعباً إقناع المستهلك بأن فارق السعر بين منتج وآخر هو الحرفية فقط لا الشعار، خصوصاً حين يرى بعينيه نفس الجِلد ونفس الأسلوب على مقطع فيديو مصوَّر في مصنع صيني.

ومن شأن ما اعتُبر فضيحة لعلامات الأزياء والمنتجات الفاخرة أن يكبّد شركاتها خسائر فادحة، وتشير مراجعات بقش لهذا الملف إلى أن الأسواق الصينية تسببت منذ العام لمتاعب كبيرة لشركات العلامات الفاخرة الغربية، حيث إن ارتفاع أسعار السلع الفاخرة بالأساس يدفع المتسوقين للبحث عن بدائل أقل سعراً، وهو ما يزيد من تحديات شركات المنتجات الفاخرة.

وكانت شركة LVMH -أكبر مجموعة للسلع الفاخرة في العالم- على سبيل المثال كشفت العام الماضي عن تراجع المبيعات بنحو 3% في الربع الثالث، وهي واقعة حدثت للمرة الأولى منذ الجائحة بفعل هبوط المبيعات في الصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى