بسبب الرسوم الجمركية.. حاكم كاليفورنيا يتمرد على إدارة ترامب وشركات أمريكا تنزف التريليونات

في خطوة غير مسبوقة، أعلن حاكم ولاية “كاليفورنيا” الأمريكية العصيان والتمرد على إدارة ترامب، ووَقَفَ ضد سياساته وإجراءاته التجارية ضد الدول، إلى حد دعوة حاكم الولاية للدول إلى إقامة علاقة ثنائية بين الولاية والدول بشكل منفصل.
فرسوم ترامب الجمركية لا تمثل جميع الأمريكيين، وفقاً لحاكم كاليفورنيا “غافين نيوسوم”، وأكد أنه يسعى لعقد اتفاقات مع دول أخرى لإعفاء ولايته من الرسوم الجمركية الانتقامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وصف “نيوسوم” ولاية كاليفورنيا بأنها “عماد الاقتصاد الأمريكي”، وتريد الحفاظ على “علاقات تجارية مستقرة حول العالم”، وأكد أنه وجَّه إدارته للبحث عن فرص جديدة لتوسيع التجارة وتذكير الشركاء التجاريين بأن كاليفورنيا تظل شريكاً موثوقاً.
وفي معرض هجومه العنيف ضد ترامب، شدد “نيوسوم” على أنّ رسوم ترامب الجمركية قد تعيق جهود ولاية كاليفورنيا لإعادة الإعمار بعد حرائق لوس أنجلوس المدمرة هذا العام، من خلال تقليل الوصول إلى مواد البناء مثل الأخشاب والصلب والألمنيوم ومكونات الجبس.
وكان ترامب رد على “نيوسوم” بالقول إن على حاكم كاليفورنيا أن يركز على مشاكل الولاية المتفاقمة مثل “التشرد والجريمة واللوائح المعقدة وارتفاع تكاليف المعيشة” بدلاً من “محاولة عقد صفقات دولية”.
ويتمثل قلق “نيوسوم” بصورة خاصة في أن الإجراءات الانتقامية للدول الأخرى قد تؤثر على القطاع الزراعي بكاليفورنيا، وخصوصاً صناعة اللوز، وحسب اطلاع بقش فإن القطاع الزراعي يُعتبر المحرك الاقتصادي الرئيس لولاية كاليفورنيا التي هي ثالث أكبر ولاية أمريكية من حيث المساحة بعد ألاسكا و تكساس.
الشركات الأمريكية ضحية للرسوم
من جانب آخر، يبدو أن الشركات الأمريكية باتت أبرز ضحايا رسوم ترامب، إذ تتكبد الشركات خسائر بتريليونات الدولار في أسواق المال الأمريكية وتواجه ما يشبه الحصار في الأسواق خارج أمريكا.
وحسب اطلاع بقش على ما نشرته قناة “سي بي إس” الأمريكية، فإن الشركات الأمريكية تعرضت لخسائر ضخمة في أسواق المال خلال ثلاثة أيام من التداول، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى البحث عن وسيلة لتعويضها.
وتبحث إدارة ترامب إنشاء ائتمان ضريبي جديد للمصدرين، في خطوة تُعدُّ اعترافاً غير مباشر بالأضرار التي سببتها الرسوم الجمركية للشركات الأمريكية، وذلك بغرض دعم المصنعين الأمريكيين لتعويض الخسائر أو جزء منها.
لكن رغم ذلك يتمسك ترامب بسياساته التجارية هذه، والتي أدت إلى حالة اضطرابات واسعة النطاق على مستوى العالم، إلى حد أنه تجاهل طلباً لـ”إيلون ماسك” بالتراجع عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من الصين، بعد يومين من تهديد ترامب برفع الرسوم على الصين إلى 50% من 34%.
كما قال ترامب إن على الاتحاد الأوروبي الالتزام بشراء 350 مليار دولار من الطاقة الأمريكية للحصول على “تأجيل” من الرسوم الجمركية -وليس إعفاء- ورفض عرض الاتحاد فرض رسوم جمركية “صفر مقابل صفر” على السيارات والسلع الصناعية.
وفي المقابل يعتقد خبراء اقتصاديون أن هذا الإصرار لدى ترامب لن يدوم طويلاً مع استمرار خسائر أسواق المال الفادحة. ويُشار إلى أن ترامب في أحدث تصريحاته قال إن العديد من الدول تريد أن تُعفى من الرسوم الجمركية بعد أن “كانت تستغل أمريكا تجارياً وتهرول الآن للتفاوض معنا على اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية”، وخصوصاً “الاتحاد الأوروبي الذي ظلَّ سيئاً جداً معنا في تعامله التجاري”، و”كندا و المكسيك اللتان تمارسان الغش التجاري ضدنا”.