الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

بسبب الرسوم الجمركية والسياسات الأحادية.. دول “بريكس” تهاجم ترامب و أمريكا دون تسميتهما

الاقتصاد العالمي | بقش

لمواجهة السياسات الحمائية الأمريكية، يعمل قادة مجموعة “بريكس” على تبني موقف يتعارض مع الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وعدد من القضايا مثل النزاعات في الشرق الأوسط والإنفاق العسكري العالمي، لكن مع تجنّبهم توجيه انتقاد مباشر للولايات المتحدة.

في مسودة بيان تم إعدادها لاجتماعهم الذي ينطلق اليوم الأحد في البرازيل، اتفق قادة بريكس على التعبير عن القلق البالغ أمام تصاعد التدابير الجمركية وغير الجمركية الأحادية، التي ترى مجموعة “بريكس” أنها تشوّه التجارة وتتنافى مع قواعد منظمة التجارة العالمية حسب قراءة بقش. كما يعتزم قادة بريكس إدانة فرض التدابير القسرية الأحادية التي تتعارض مع القانون الدولي، خصوصاً العقوبات الاقتصادية.

ورغم أن بريكس لم تذكر إدارة ترامب باسمها، إلا أن القوى الاقتصادية تشير بوضوح إلى الولايات المتحدة، في ظل الرسوم التي فرضها ترامب على دول العالم. وربما تعكس عدم تسمية ترامب أو واشنطن مباشرةً الانقسامات داخل مجموعة بريكس نفسها، حيث تربط بعض الأعضاء علاقات أوثق بواشنطن من غيرهم، كما أن دولاً مثل الهند تخشى من أن تتحوّل “بريكس” إلى أداة تخدم المصالح الصينية بحكم كونها الاقتصاد الأكبر ضمن بريكس.

غياب هذين الرئيسين وحضور إيراني

في ريو دي جانيرو انطلقت قمة بريكس الـ11، وسط غياب الرئيسين الصيني والروسي، ومع إجراءات أمنية مشددة في خليج غوانابارا، في ظل الحرب التجارية التي افتعلها ترامب.

وبناءً على مسودة بيان بريكس، فإن الدول الناشئة التي تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفق اطلاع بقش، تستهدف بصورة واضحة الرئيس الأمريكي وسلسلة الرسوم الجمركية. ودافعت البرازيل عن النهج التعددي وأعلنت أنه بمواجهة عودة الحمائية يعود للأمم الناشئة أن تدافع عن النظام التجاري التعددي وأن تصلح البناء المالي الدولي.

ولأول مرة منذ 12 عاماً يغيب الرئيس الصيني عن القمة التي تعتبر بلاده القوة المهيمنة فيها، كما أن غياب بوتين يعود إلى مذكرة توقيف أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية إلى روسيا.

من جانب آخر تتناول بريكس الحرب التي استمرت لاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل في شهر يونيو الماضي، إذ وفد إلى القمة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وتريد طهران من دول بريكس أن تشدد اللهجة، لكن ذلك يظل مستبعداً، فقد نددت الدول الناشئة بالهجمات العسكرية على إيران دون أن تذكر إسرائيل أو الولايات المتحدة، وأكدت أنه من “المُلح كسر دوامة العنف وإعادة إحلال السلام”.

مطالب بإصلاح “صندوق النقد”

دعت بريكس إلى إصلاح صندوق النقد الدولي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، بما في ذلك توزيع جديد لحقوق التصويت وإنهاء تقليد الإدارة الأوروبية على رأس الصندوق.

وجاء ذلك خلال اجتماع وزراء مالية بريكس، يوم أمس السبت، حيث سبق قمة قادة بريكس بيوم واحد. واتفق الوزراء على دعم الاقتراح المشترك في اجتماع مراجعة صندوق النقد الدولي الذي سيعقد في ديسمبر، والذي سيناقش التغييرات في نظام الحصص الذي يحدد المساهمات وحقوق التصويت.

ولابد أن تعكس إعادة تنظيم الحصص المراكز النسبية للأعضاء في الاقتصاد العالمي مع حماية حصص الأعضاء الأكثر فقراً، وفقاً للوزراء، وينبغي أن تزداد حصص الدول النامية.

وطالبت البرازيل بتعزيز التمثيل الإقليمي في إدارة صندوق النقد الدولي والتغلب على اتفاق “السادة” الذي عفا عليه الزمن بعد الحرب العالمية الثانية والذي لا يتناسب مع النظام العالمي الحالي.

كما يُراد إنشاء آلية ضمان جديدة مدعومة من البنك الوطني للتنمية، وهو بنك متعدد الأطراف ممول من مجموعة البريكس، تهدف إلى خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الاقتصادات النامية.

في المجمل، يبدو من خلال تحركات بريكس أنها ستواصل انتقاداتها المباشرة للسياسات الجمركية الأمريكية الحمائية للرئيس ترامب، استمراراً لما جاء في اجتماع وزراء المجموعة في أبريل الماضي وفق متابعات بقش، حين حذرت من “إجراءات الحماية الأحادية غير المبررة، بما في ذلك الزيادات غير المدروسة في الرسوم الجمركية المتبادلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش