الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

بسبب الغارات في اليمن.. واشنطن تصنع التقلبات الاقتصادية وتزيد مخاوف الشحن

تفرض الغارات الأمريكية البريطانية في اليمن، التي بدأت يوم السبت الماضي، تداعياتها على نطاق واسع، بدءاً بتقلبات أسعار النفط العالمية، وليس انتهاءً بتفاقم المخاوف الدولية تجاه حركة الشحن في البحر الأحمر الذي تقول حكومة صنعاء إن واشنطن تعمل على عسكرته وعرقلة الحركة التجارية.

ومع استمرار تأكيدات واشنطن بأن الحملة العسكرية في اليمن ستستمر لأيام، أو حتى أسابيع، حتى ينهي “الحوثيون” هجماتهم البحرية، أعلنت قوات صنعاء، اليوم الإثنين في بيان عسكري اطلع عليه بقش، عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” للمرة الثانية خلال 24 ساعة شمال البحر الأحمر، وذلك بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيّرة في اشتباك دام لساعات عدة.

قوات صنعاء قالت في بيانها إن إنها تتصدى لهذا “العدوان الإجرامي” وتواجه “التصعيد بالتصعيد”، مشيرةً إلى “خيارات تصعيدية إضافية” في حال استمرار الغارات الأمريكية البريطانية في عدد من المحافظات اليمنية بما فيها صنعاء التي شهدت اليوم خروجاً واسعاً بميدان السبعين لدعم مواجهة التصعيد الأمريكي بالتصعيد ومناصرة قطاع غزة.

واشنطن تواجه “أعمال الحوثيين” بـ”رغبة ترامب”

الخارجية الأمريكية بررت اليوم الإثنين الغارات الأمريكية بقولها إن الحوثيين يحتجزون اليمن والبحر الأحمر كـ”رهينتين” وقاموا “بمهاجمة سفننا أكثر من 100 مرة”.

ووصفت الخارجية “أعمال الحوثيين” بأنها تؤثر على العالم، وأن دولاً غيّرت مسار سفنها حول أفريقيا. كما ذكرت، وفقاً لفوكس بيزنس، أنّ الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن “ليست رداً بالمثل بل ديناميكية تتعلق بأجندة ترامب”.

ومع حديثها عن تأثيرات “أعمال الحوثيين” عالمياً، لم تتطرق وزارة الخارجية الأمريكية إلى التأثيرات الناجمة عن الغارات الأمريكية على الصعيد المحلي اليمني، أو الإقليمي أو الدولي.

لكن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أعرب عن قلق المنظمة بشأن “إطلاق الولايات المتحدة عدة ضربات في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن” وذكرت أن القصف الجوي -حسب بيانات حكومة صنعاء- أدت إلى استشهاد 53 شخصاً وإصابة 101 آخرين بجراح في مدينة صنعاء ومحافظتي صعدة والبيضاء، ويشمل ذلك وقوع ضحايا من المدنيين، إضافة إلى تعطيل إمدادات الكهرباء في مواقع قريبة.

وطالبت الأمم المتحدة بممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف كل الأعمال العسكرية. وقال المتحدث إن أي تصعيد إضافي آخر قد يفاقم التوترات الإقليمية ويغذي “دائرة الانتقام” بما قد يزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة ويخلف مخاطر جسيمة على الوضع الإنساني الصعب في اليمن. كما دعا إلى “الحرية الكاملة للملاحة في البحر الأحمر”.

وأمس الأحد، قال عبدالملك الحوثي قائد أنصار الله الحوثيين، إن أمريكا تسعى إلى التأثير على الملاحة الدولية حين تحول البحر إلى ساحة حرب، وإن “من واجب الدول أن تعرف من الذي يشكل خطورة على الملاحة”، مؤكداً أنه سيتم حظر الملاحة الأمريكية إذا استمرت الغارات الأمريكية في البلاد، كجزء من “خيارات تصعيدية إضافية”.

متغيرات راهنة: أسعار النفط والتأمين البحري

اليوم الإثنين ارتفعت أسعار النفط بعد أن تعهدت الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة اليمن حتى إنهاء الهجمات البحرية على السفن.

شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربات عسكرية ضد الحوثيين يوم السبت بسبب هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر. وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الحملة قد تستمر لأسابيع.

وحسب تتبُّع بقش لأسعار النفط، ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” بمقدار 28 سنتاً أو 0.4% إلى 70.85 دولاراً للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 22 سنتاً أو 0.3% إلى 67.39 دولاراً للبرميل.

ويأتي ذلك وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي مدفوع بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الشريكة الأخرى، بما فيها كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى، يتوقع مشغلو قطاع الشحن البحري العالمي أن تبقى أسعار التأمين البحري لشحن البضائع عبر البحر الأحمر قويةً بعد أن نفذت الولايات المتحدة المزيد من الغارات في اليمن، مما زاد المخاوف من هجمات جديدة أيضاً من جانب الحوثيين.

ويُذكر أن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب كانت قد انخفضت لفترة وجيزة إلى حوالي 0.5% من قيمة السفينة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025، بعد أن تجاوزت أقساط التأمين 0.7% في ديسمبر 2024، قبل أن ترتفع مرة أخرى في فبراير الماضي إلى 0.7% لبعض أسعار الرحلات وفق البيانات التي اطلع عليها بقش.

وتؤكد مصادر لرويترز في قطاع الشحن البحري أن أسعار بعض السفن المرتبطة بأمريكا و بريطانيا وصلت إلى 2% في الأسابيع الأخيرة للسفن التي لا تزال ترغب في الإبحار عبر البحر الأحمر.

وعلى الرغم من أنه سيتم تطبيق خصومات مختلفة، فإن هذا لا يزال يعني تكاليف إضافية تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات لرحلة مدتها 7 أيام.

ويقول مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة Vessel Protect المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية والتأمين، إن العمل العسكري الأمريكي فرض ارتفاعاً كبيراً في ملف التهديدات ضد حركة المرور البحرية التجارية في البحر الأحمر.

وعلى وجه الخصوص، يُعد ملف التهديد بالغ الأهمية للسفن المملوكة والمدارة من قبل إسرائيل. إلا أن المخاوف تزداد بسبب إعلان أمس عن أنه سيتم ضم السفن الأمريكية إلى قائمة الاستهداف اليمني في حال استمرت الغارات الأمريكية في اليمن.

هذا وترفض حكومة صنعاء وقف الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل فقط بسبب تشديد الخناق على قطاع غزة وعدم السماح بإدخال المتطلبات الغذائية والدوائية والمساعدات إلى أهالي القطاع بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى