
تقارير | بقش
تواجه شركة “بوينغ” الأمريكية موقفاً حرجاً بعد تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الهندية، الخميس، فور إقلاعها من مطار مدينة أحمد أباد غربي الهند، مخلفاً كارثة نجم عنها مقتل كل من كان بالطائرة (242 شخصاً) باستثناء ناجٍ وحيد.
فالحادث المميت سلط الضوء على طراز الطائرة “بوينغ 787″، المعروفة بـ”طائرة الأحلام”، إذ يُعد الحادث الأول لهذا الطراز الذي أُطلق عام 2011، رغم أنه طراز معروف بتجهيزه بأحدث التقنيات الهندسية المصممة لتعزيز سلامة الركاب أثناء الرحلات، وكان يتمتع بسجل سلامة قوي رغم أن مشكلات تتعلق بالبطاريات أوقفت تشغيل أسطول هذا الطراز سابقاً لكن دون ورود تقارير عن وقوع إصابات.
وتُعتبر الهند من أولى الدول الآسيوية التي امتلكت هذا النوع من الطائرات في العام 2012، وفي الوقت الحالي تمتلك الهند أكثر من 20 طائرة من طراز “بوينغ 787”. ووفق مراجعة مرصد “بقش” لبيانات شركة “بوينغ”، فإن طائرة “بوينغ 787” تعمل في أكثر من 85 دولة، وتخدم أكثر من 520 مطاراً، منها 425 وجهة جديدة لم تكن مخدومة من قبل، وتشغل 2100 رحلة يومياً، بمعدل نقل 480 ألف راكب يومياً حول العالم، وقرابة 14.5 مليون راكب شهرياً، كما تحلق طائرة “بوينغ 787” في المتوسط لأكثر من 12 ساعة يومياً.
وجاء الحادث بعد أن احتفلت شركة “بوينغ” الأمريكية في شهر مايو الماضي بنقل “مليار مسافر” بأمان منذ دخول الطائرة الخدمة، ويضم أسطولها 1175 طائرة ونفذ قرابة 5 ملايين رحلة خلال أقل من 14 سنة، مسجلاً أكثر من 30 مليون ساعة طيران، وكان سجل هذا الطراز خالياً من العيوب حتى وقوع الحادث في الهند.
ذلك وضع الشركة في منطقة حساسة تضر بسمعتها وتضرب مكانتها الدولية في مقتل، خاصة أن طراز “بوينغ 787” من أحدث طائرات الركاب في الخدمة، ويَستخدم هيكلاً تم تصميمه لمقاومة الأعطال وضمان التحليق الآمن في الظروف غير الاعتيادية، ويعتمد بشكل غير يدوي تقليدي على نظام قيادة رقمي لاسلكي يترجم أوامر قائد الطائرة ويضبط الإعدادات بدقة، مع وجود أنظمة مراقبة قادرة على نقل بيانات الأداء والصيانة إلى مراكز التحكم الأرضية خلال التحليق، إضافةً إلى نظام متطور يتحكم في ضغط الهواء داخل المقصورة.
ويزداد الوضع سوءاً على شركة “بوينغ” بسبب أنها واجهت من قبل أزمة دامت لسنوات، تمثلت في إيقاف طائرات “737 ماكس” عن الخدمة لسنوات بعد حوادث مميتة.
شركة “بوينغ” في وحل الخسائر
في مايو الماضي عبرت شركة “بوينغ” الأمريكية عن فخرها بـ”ثقة عملائها” و”اعتمادهم على الطائرة 787″، كما اعتبرت هذه الطائرة نقلةً نوعية في تجربة السفر الجوي من حيث الكفاءة التشغيلية والمرونة والراحة، وفقاً لـ”سكوت ستوكر” رئيس برنامج “787” والمدير العام بمصنع تجميع “بوينغ” في مدينة “نورث تشارلستون” الأمريكية.
لكن حادث الطائرة في الهند يبدد هذه المشاعر، إذ وُضعت علامات استفهام كبيرة حول تقنيات الشركة. وعلى إثر الحادث، تهاوت أسهم شركة “بوينغ” الأمريكية بأكثر من 8% الخميس، لتصل إلى نحو 196 دولاراً للسهم.
وبينما شُوِّهَ سجل الأمان لطائرة الأحلام “بوينغ 787” بشكل يعقّد من جهود الشركة المصنعة لإعادة بناء الثقة المتعلقة بالأمان وزيادة الإنتاج، تواجه الشركة حالياً خطر تفاقم أزماتها المالية.
فقد خسرت الشركة في العام الماضي 2024 قرابة 11.8 مليار دولار، ليصل إجمالي خسائرها منذ 2019 إلى أكثر من 35 مليار دولار وفق قراءة بقش للبيانات، وقد ازدادت المشاكل المالية للشركة نتيجة لإضراب عمال الماكينات القائمين على تجميع الطائرات في مصانعها في رينتون وإيفريت بواشنطن، ما أدى إلى توقف الإنتاج في هذه المنشآت وبالتالي عجز شركة “بوينغ” عن التسليم.
كما تشير مراجعة بقش إلى أن شركة “بوينغ” خسرت في الربع الأول من العام الجاري 2025، نحو 31 مليون دولار، في سياق هذه الصعوبات.
ومن جانب آخر، انقلبت طائرة من طراز “بوينغ 737-800” بشكل جزئي أمس الخميس في مطار هاوغيسند في النرويج، عندما ارتفعت مقدمة الطائرة عن الأرض واصطدم ذيلها بسطح المدرج خلال عملية تفريغ الركاب والحمولة. ووقع هذا الحادث عقب هبوط رحلة تابعة لشركة “ويز إير” المجرية، حين بدأ طاقم الأرض بتفريغ الأمتعة والركاب، مما أدى إلى اختلال توازن الطائرة بشكل مفاجئ، حيث إن الطائرة -رغم عدم وجود إصابات- تعرضت لتشقق واضح في ذيلها.