
شهدت سوق الأسهم الخليجية اليوم الأحد أكبر خسائر منذ عام 2020، خصوصاً في القطاعات القيادية مثل البنوك والطاقة والصناعة والعقارات، وسط موجة بيع واسعة في الأسواق المالية العالمية عقب دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ، والتي تُعد الأعلى منذ أكثر من 100 سنة.
وتصدرت البورصة السعودية هذه الخسائر مع تفاعل المستثمرين مع تهديدات وقوع “حرب تجارية عالمية” وتراجع أسعار النفط العالمية.
وقد تراجعت أسهم البورصة الرئيسية في السعودية بنسبة 6.1%، في حين انخفضت مؤشرات الأسهم في قطر و الكويت بأكثر من 5.5%، وكانت شركة “أرامكو” السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، من بين أبرز الخاسرين.
حيث تراجع سهم شركة أرامكو بأكثر من 6%، في أدنى مستوى له منذ شهر مايو 2020، لتفقد الأسهم قرابة 90 مليار دولار من قيمتها السوقية، وبذلك تخسر الأسهم نحو 12% من قيمتها منذ بداية عام 2025 وفق متابعات بقش، وسط ضغوط متزايدة على أسهم الطاقة وتقلبات أسعار النفط ومخاوف تباطؤ الطلب العالمي.
كما تراجع مؤشر السوق الأول في بورصة الكويت في التداولات الصباحية بنسبة 5.15%، بسبب ضغوط الرسوم الجمركية الأمريكية التي أثارت المخاوف واسعة النطاق.
أما مؤشر سوق مسقط فتراجع بنسبة 2.1%، بينما هبط مؤشر بورصة البحرين بنسبة 2.5%، في حين لم تستهل أسواق الأسهم في الإمارات تعاملات الأسبوع بعد، وستستأنف التداول يوم غد الإثنين.
سوق السعودية: ضياع نصف تريليون ريال
بشكل عام فقدت سوق الأسهم السعودية أكثر من نصف تريليون ريال (أكثر من 133.2 مليار دولار أمريكي) من قيمتها السوقية خلال تعاملات الأحد، وكان الجزء الأكبر من الخسائر لسهم شركة أرامكو.
وبعد أرامكو تهاوت أسهم مصرف الراجحي وأكواباور، والبنك الأهلي السعودي، بنسب تراوحت بين 5 و6%.
ووفق قراءة بقش للبيانات، سجلت 34 شركة في السوق السعودية “تاسي” و”نمو” أدنى مستوياتها التاريخية، ومن أبرز الشركات التي سجلت هذه المستويات الأدنى شركات: تكوين، الآمار، الحفر العربية، الخليجية العامة، السيف غاليري، المطاحن الأولى، المطاحن الرابعة، المطاحن العربية، وغيرها.
حالة نفسية متدنية
شركات سعودية متداولة في البورصة رأت أن تراجع القطاعات يشير إلى أنه مرتبط بحالة نفسية وليس بحالة واقعية، ما يعني أن من الممكن أن تعود السوق إلى طبيعتها حين تتحسن الحالة النفسية للمتداولين. لكن آخرين رأوا أن السوق السعودية ستشهد المزيد من الهبوط.
وموجة البيع الراهنة شبيهة بالحالة السوقية خلال جائحة كورونا، حيث باتت نفسية المتعاملين حالياً ضعيفة، وهو ما يظهر من انخفاض السيولة المتداولة، وفقاً لاطلاع بقش على تحليلات سعودية منها لصحيفة الاقتصادية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن فرض الرسوم بنسبة 10% على الدول المصدّرة إلى أمريكا بما فيها دول الخليج، بعكس ست دول رئيسية منها الصين و اليابان لحقت بها رسوم جمركية إضافية تتراوح بين 30% و41%.
والتأثيرات لن تقتصر على فرض الرسوم فقط، فمن المحتمل أن تتسع لتشمل اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وزيادة في أسعار المواد الخام، ما يعني أن التأثير سيكون أوسع نطاقاً دون استثناء أي دولة.
هذا وتكبدت بورصة وول ستريت خسائر فادحة عقب الإعلان عن الرسوم الجمركية الأمريكية في 02 أبريل الجاري، حيث فقدت نحو تريليوني دولار من قيمة مؤشر “إس آند بي 500″، الذي تراجع بنحو 5%.