تقارير
أخر الأخبار

بين إدانات وتحركات بلا أثر ومجاعة تتسع: فشل جماعي في إنقاذ غزة

تقارير | بقش

في أبشع الظروف المأساوية التي يمر بها قطاع غزة المحاصر، لا يزال التضامن الدولي محدوداً، ولا يتعدى حدود البيانات والإدانات، دون تحرك فعلي لإنهاء المجاعة الفاضحة والإبادة المستمرة منذ أكتوبر 2023، والحصار شبه المطبق على المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الهجوم العسكري الأخير على مدينة غزة.

الأمم المتحدة حذرت من أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة سيكون له “تأثير مروع” على السكان في جميع أنحاء القطاع في حال تصاعده، وأكدت وفق اطلاع بقش على ضرورة تمكين عمليات الإغاثة المنقذة للحياة بشكل أكبر، وعدم التراجع عنها، وعلاوة على ذلك فإن إجبار مئات الآلاف من السكان على النزوح جنوباً هو “وصفة لكارثة أخرى”، وقد يرقى إلى مستوى النقل القسري وفقاً للأمم المتحدة.

بيانات أوروبية هجومية

أيرلندا قالت في أحدث تصريحاتها التي تابعها بقش، إن إدانات ما يحدث في غزة لم تعد كافية، مضيفة: “نقول للاتحاد الأوروبي إنه إذا لم يتصرف جماعياً ويفرض عقوبات على إسرائيل الآن فمتى يكون ذلك؟”.

وذكرت النمسا أن هناك مساع لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد المستوطنين المتطرفين في إسرائيل بما في ذلك “فرض عقوبات محددة”، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في غزة كارثي ويستدعي التدخل العاجل والحلول الفورية. أما سلوفينيا فقالت إنها اتخذت إجراءات ضد إسرائيل بالفعل، بينها منع دخول وزراء وحظر التعامل التجاري والأسلحة مع إسرائيل، وأكدت أنها ستطالب الاتحاد الأوروبي بإجراءات أشد صرامة.

هولندا أيضاً انتقدت إسرائيل وطلبت مع السويد الضغط الأوروبي على إسرائيل، وقدمت فرنسا سلسلة مطالب لإسرائيل بإيصال المساعدات واستئناف المدفوعات للسلطة الفلسطينية ووقف مشاريع الاستيطان، وأشارت إلى أن عدم تنفيذ هذه المطالب سيدفع الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات تقييدية على مستوى قادة الدول الأوروبية وحكوماتها.

وطالبت النرويج بإدخال المساعدات والضغط على إسرائيل، ووصفت الوضع في قطاع غزة بأنه يتفاقم ويصبح أسوأ يوماً بعد يوم. ويأتي ذلك وسط خروج مظاهرات في العاصمة النرويجية أوسلو للمطالبة بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات، وكذلك في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

لكن رغم كل هذه الإدانات والبيانات المتقاربة، إلا أن هناك انقساماً في الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات على إسرائيل، وهذا ما أكدته مفوضة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إذ قالت حسب اطلاع بقش إنها غير متفائلة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب عدم وجود إجماع أوروبي.

وقد أعلنت ألمانيا أنها لن تدعم في الوقت الحالي مقترح المفوضية الأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل، رغم تأكيد الألمان على تدهور الكارثة الإنسانية في غزة. إذ رأت ألمانيا أن تعليق التعاون مع إسرائيل في برنامج تمويل الأبحاث “هورايزون يوروب” لن يكون له تأثير كبير على القرار السياسي أو العمليات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما يجعل ألمانيا غير مقتنعة بهذه المقترحات. مضيفة أنها تفضل فرض قيود على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل كإجراء “محدد الهدف”.

خطة إسبانية لوقف الحرب

أعلنت إسبانيا، اليوم السبت، عن تقديم خطة عمل إلى الاتحاد الأوروبي تهدف إلى وقف الحرب في قطاع غزة، وشددت على ضرورة التحرك الفوري لوقف الدمار والموت والمجاعة في المنطقة، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وأكدت إسبانيا أنها ستدافع بقوة عن هذه الخطة خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبت، وأن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الأزمة.

وتأتي الخطوة الإسبانية في وقت حساس بعد أن ألغت إسبانيا صفقة أسلحة كانت مقررة مع إسرائيل في أبريل 2025، في إشارة إلى تغير في السياسة الإسبانية التي كانت قد طالبت منذ عام 2023 بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الحرب في غزة. وإسبانيا، التي سبق أن أوقفت شراء الأسلحة من إسرائيل، تعد من أبرز الدول الأوروبية التي تتبنى لهجة حادة ضد إسرائيل للتحرك العاجل على الصعيدين الإنساني والسياسي لوقف الحرب والكارثة الإنسانية.

الكارثة الإنسانية في غزة

أُعلنت حالة المجاعة رسمياً في مدينة غزة، كأول تصنيف أممي في الشرق الأوسط، في 22 أغسطس. ورغم وصف هذه المجاعة دولياً بأنها “لحظة عار جماعي”، إلا أنه منذ إعلانها لم يحدث أي تغير في الواقع بغزة.

المجاعة التي كان يمكن تفاديها من خلال الضغط الفعال على إسرائيل، أصبح معها الحصول على غذاء أشبه بمعركة يومية، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وخسر الكثير من الناس مصادر دخلهم، ويتوافر الغذاء بشكل محدود للغاية، وما توافر منه لا يمكن شراؤه نظراً لعدم قدرة الناس الشرائية على مواكبة الغلاء الناجم بالأساس عن حصار المساعدات.

وتشدد وكالة الأونروا على ضرورة رفع الحظر الإسرائيلي على وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدة استعدادها لمواصلة عملياتها الإنسانية، حيث إن مخازنها في مصر والأردن مليئة وجاهزة لاستيعاب حوالي 6000 شاحنة. كما أشارت الوكالة إلى امتلاكها نظاماً فعالاً لتوزيع المساعدات بشكل آمن وعلى نطاق واسع، داعية إلى نقل المساعدات المنقذة للحياة عبر البر لضمان وصولها إلى المحتاجين في غزة.

وتفيد التقارير التي يتتبعها بقش بأن الحرمان القاسي من الغذاء يعود بالأساس إلى النسق الضعيف لوصول المواد الغذائية إلى سكان قطاع غزة، نتيجة للعراقيل التي يضعها الجيش الإسرائيلي على دخولها.

وبسبب المجاعة، سجلت وزارة الصحة بغزة 10 حالات وفاة اليوم السبت 30 أغسطس، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية والمجاعة إلى قرابة 332 شهيداً، منهم 124 طفلاً حسب البيانات التي جمعها مرصد بقش، فضلاً عن العشرات الذين يقضون بالقصف الإسرائيلي المستمر يومياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي المستخدم،

نرجو تعطيل حاجب الإعلانات لموقع بقش لدعم استمرار تقديم المحتوى المجاني وتطويره. شكرًا لتفهمك!

فريق بقش