الاقتصاد العالمي
أخر الأخبار

تايوان تؤكد على أهمية التعاون العالمي في صناعة أشباه الموصلات رداً على ترامب

أكدت تايوان، التي تُعدّ قلب الصناعة العالمية للرقائق الإلكترونية، أن طبيعة هذه الصناعة المعقدة تتطلب تعاوناً دولياً وتقسيم أدوار بين الدول، وليس هيمنة دولة واحدة، وذلك رداً على تصريحات سابقة لـالدونالد ترامب، الذي دعا إلى إعادة تصنيع الرقائق إلى الولايات المتحدة.

جاء ذلك في بيان نشرته السلطات التايوانية عبر منصاتها الرسمية، أوضحت فيه أن النجاح الذي حققته الجزيرة في هذا المجال لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة استثمار استمر عقوداً، بدءاً من السبعينيات، حين دعمت الحكومة تأسيس شركة “تايوان لصناعة أشباه الموصلات” (TSMC)، التي تحولت اليوم إلى عملاق عالمي بإيرادات تفوق 69 مليار دولار عام 2023، وتسيطر على أكثر من 55% من سوق الرقائق عالمياً.

وبدون ذكر ترامب مباشرة، أشار “وو تشينج ون“، رئيس المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا في تايوان، إلى أن “الدول الديمقراطية الصديقة” يمكنها الاعتماد على تايوان كشريك استراتيجي في سلسلة التوريد، معتبراً أن محاولة أي دولة للسيطرة الكاملة على الصناعة “فكرة غير واقعية”، نظراً لاعتمادها على شبكة معقدة من المهارات والتقنيات الموزعة بين دول عدة.

تخصصات دولية متكاملة:
لفت “وو” إلى أن التفوق التايواني في التصنيع الدقيق للرقائق لا يلغي الأدوار الحيوية لدول أخرى، مثل:

  • اليابان: الرائدة في إنتاج المواد الكيميائية والمعدات المتخصصة.
  • الولايات المتحدة: المتفردة في تصميم الرقائق والابتكارات البرمجية.
  • كوريا الجنوبية وأوروبا: اللتان تلعبان أدواراً في مجالات البحث والتطوير.

وأضاف: “هذه الصناعة أشبه بسباق تتابع، حيث يُكمل كل فريق دورته بتميز، ليكتمل المسار في النهاية”.

ترامب يشعل فتيل أزمة جديدة
تأتي تصريحات تايوان في أعقاب انتقادات ترامب الأخيرة، التي وصف فيها هيمنتها على الصناعة بـ”الاستيلاء”، معرباً عن رغبته في إحياء التصنيع المحلي للرقائق في الولايات المتحدة، التي تُنتج حالياً نحو 12% من الإمدادات العالمية، مقارنة بنحو 65% في تسعينيات القرن الماضي.

من جهتها، تُذكّر تايوان العالم بأنها لم تصل إلى موقعها الحالي بين ليلة وضحاها، بل عبر خطة طويلة الأمد شملت استقدام الخبرات العالمية، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة، ودعم البحث العلمي، ما جعلها “سويسرا الصناعات التكنولوجية”، وفقاً لوصف مجلة إيكونوميست.

مستقبل الصناعة
في ظل التوترات الجيوسياسية وتنافس القوى العظمى على التقنيات الحساسة، تُصر تايوان على أن ضمان استقرار سلاسل التوريد العالمية يتطلب تعزيز الشراكات بدلاً من الاحتكار، رغم القيود الأمريكية التي تستهدف الصين بهدف تقويض خططها لتطوير بنيتها التحتية التكنولوجية.

هذا الخلاف يسلط الضوء على الإشكالية الأوسع في عالم التكنولوجيا: صعوبة فصل السياسة عن الصناعة في عصر تحكمه الصراعات التجارية والأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى