تحفة يمنية أثرية تُعرض للبيع في لندن برخصة إسرائيلية تثير جدلاً

كشف تقريرٌ متخصص في الآثار عن قيام دار “تايم لاين” للمزادات في لندن بعرض مبخرة يمنية نادرة من البرونز يعود تاريخها إلى أكثر من 2600 عام للبيع، وسط جدلٍ حول شرعية التصريح الإسرائيلي المُرفق بها، والذي يسمح بتصديرها خارج فلسطين المحتلة.
وبحسب الباحث اليمني “عبدالله محسن”، المُتابع لقضايا تهريب الآثار اليمنية، فإن التحفة الأثرية المزمع بيعها يبلغ ارتفاعها 28 سنتيمتراً وتزن نحو 9 كيلوجرامات، وتتميز بتصميم فريد يجمع بين شكل الوعاء المنقوش بنصوص بخط المسند القديم، وتمثالين لطائرين كبيرين بجناحين منحنيين وأرجل متقدمة، إضافة إلى نقشٍ لحيوان رباعي الأرجل يُعتقد أنه أسد.
تصميمٌ يثير اهتمام الخبراء
وأشار محسن إلى أن تقريراً علمياً نُشر عام 2023 بواسطة عالمَي الآثار سابينا أنتونيني (إيطاليا) وكريستيان روبن (فرنسا) صنّفا المبخرة كـ”قطعة استثنائية” بسبب تصميمها غير المسبوق، حيث تحمل النعامتان الموقد المخصص لحرق البخور، فيما يُشير النقش إلى أنها كُرّست للإله “عثتر ذو جراب”، ويعود أصلها إلى منطقة “نشان” التاريخية في الجوف اليمنية.
لفت الباحث اليمني إلى أن خبيراً في دار المزاد البريطانية علّق على تصميم الطائرين بالقول إنه “لا يتوافق مع النماذج اليمنية المعروفة”، ما يفتح الباب أمام احتمالية تأثر الفنان القديم بتصاميم خارجية.
جدل التصريح الإسرائيلي
كشف التقرير أن القطعة الأثرية كانت ضمن مقتنيات الجامع الإسرائيلي شلومو موساييف، قبل بيعها للمالك الحالي في مايو 2021، معتمداً على رخصة تصدير إسرائيلية، ما أثار تساؤلات حول شرعية امتلاك السلطات الإسرائيلية للتصرف في إرث يمني.
من جهتها، أكدت دار المزاد التزامها بإجراءات فحص صارمة بالتعاون مع 10 خبراء دوليين لتوثيق شرعية القطع المعروضة، إلا أن الباحثين يشككون في مصداقية هذه الضمانات، خاصةً في ظل الصراعات المستمرة حول استغلال الآثار اليمنية كأداةٍ لتمويل جهات غير مشروعة.
يُذكر أن مثل هذه المزادات تتعرض لانتقاداتٍ دولية متكررة بسبب دورها في تغذية تجارة الآثار المسروقة، خاصةً من دول تشهد نزاعات مثل اليمن.