ترامب يتراجع عن الرسوم الباهظة ضد الصين.. والأخيرة تطالب بالإلغاء الكامل

يبدو أن الإدارة الأمريكية غيرت رأيها بشأن استهداف الصين برسوم باهظة أثبتت فعاليتها الاقتصادية بشكل سلبي عالمياً، إذ قال الرئيس دونالد ترامب إنه يفكر في خفض الرسوم وإنه لا يعتزم التعامل بحزم مع بكين في مفاوضات الرسوم الجمركية، معبراً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بسرعة كبيرة، في حين قالت الحكومة الصينية إنه لا وجود لأية محادثات تجارية حالياً.
ترامب أقرَّ بأن مستوى الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين “مرتفع جداً”، وأنه سينخفض “بشكل كبير” بعد التوصل إلى اتفاق تجاري بين الطرفين وفق متابعات بقش، وجاءت هذه التصريحات بعد أن حذَّر وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” من أنّ المواجهة الجمركية الحالية “غير مستدامة” وقد تؤثر سلباً على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقدّر أن إدارة ترامب تدرس خفض الرسوم البالغة 145% إلى ما بين 50 و65%، بعد أن تسببت الحرب الشرسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في إرباك الأسواق وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
وأوقفت الصين العديد من التعاملات التجارية مع الولايات المتحدة، ما أحدث صدمة اقتصادية بالنسبة للأخيرة، بما في ذلك التوقف عن شراء طائرات بوينغ.
ويبدو أن لهجة ترامب المغلظة قد تغيرت، رغبةً منه في تخفيف التوتر، لكن رغم ذلك انتقد ترامب الصين، اليوم الخميس، بسبب تراجعها عن صفقة شراء طائرات بوينغ جديدة نتيجة للرسوم الجمركية، وطالب ترامب شركة “بوينغ” بأن تقاضي الصين بسبب عدم استلامها للطائرات التي كانت الصين قد التزمت بشرائها.
هذا وطالبت بكين واشنطن، اليوم، بالإلغاء الكامل لجميع الرسوم الجمركية “أحادية الجانب”، وأكدت أنها لم تُجر محادثات تجارية رغم التعليقات المتكررة من الحكومة الأمريكية التي تشير إلى وجود مشاركة في مفاوضات.
خفض الرسوم على قطع غيار السيارات
تدرس إدارة ترامب فعلياً خفض الرسوم الجمركية على صادرات الصين من قطع غيار السيارات، قبيل الموعد النهائي في 03 مايو لتطبيق التعريفات التي أثارت استياء شركات السيارات العالمية.
وحسب قراءة بقش في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، فإن هذا المقترح يهدف إلى إعفاء قطع غيار السيارات من الرسوم التي فرضها ترامب على الواردات الصينية، ويشمل المقترح ما يُعرف بعملية “تفكيك التكديس”، والتي تتيح لمُصنّعي القطع تجنّب الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم.
مع ذلك، ستظل الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات السيارات المصنّعة خارج الولايات المتحدة قائمة، كما سيتم فرض رسوم مماثلة على قطع الغيار اعتباراً من 03 مايو.
انسحاب المصدرين الصينيين من أمريكا
الحرب التجارية أدت إلى تخطيط جاد لانسحاب المصدّرين الصينيين من السوق الأمريكية، فمع وصول الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، أوقفت مصانع تُصدّر العديد من السلع شحناتها إلى الولايات المتحدة، وقلّصت من وتيرة الإنتاج لتعمل ثلاثة أو أربعة أيام فقط في الأسبوع.
وانغ شين، وهي رئيسة جمعية التجارة الإلكترونية عبر الحدود في “شينغن”، والتي تمثل نحو 3000 مُصدّر، قالت إن المُصدّرين يحاولون حالياً النجاة من الأزمة الراهنة، مضيفةً أن الشركات تتخذ خطوات لجمع السيولة النقدية مثل بيع المخزون بأسعار مرتفعة، وإلغاء عقود استئجار المخازن في الولايات المتحدة.
ومن هؤلاء المصدرين، شركة تجزئة مقرها غوانزو قررت التوقف عن شحن أي منتجات إلى الولايات المتحدة منذ مطلع أبريل الجاري، ورفعت أسعار بعض منتجاتها الأكثر مبيعاً بنسبة تصل إلى 30% لجمع السيولة.
وفي السياق، اتجهت مصانع صينية لإبطاء الإنتاج ومنح عطلات إجبارية لبعض العمال، بفعل تداعيات الحرب التجارية، حيث ألغى مستهلكون أمريكيون أو علقوا الطلبات، ما دفع المصنعين الصينيين إلى خفض الإنتاج، بعد أن كان نحو 15% من جميع الصادرات الصينية قد اتجه نحو أمريكا عام 2024 وفق مراجعات بقش.
ويقول العاملون في الصين إن الحرب التجارية أدت إلى تعليق الإنتاج لمدة أسبوع أو أكثر داخل مصانع تصنع منتجات تتراوح ما بين الأحذية والملابس، والأجهزة الكهربائية. وذكرت ثلاث جهات توظيف للمصانع في مقاطعة غوانغدونغ، أن المزيد من المصانع اتجهت لخفض ساعات العمل الإضافية.
وكانت الصين التي أعلنت فائضاً تجارياً بنحو تريليون دولار العام الماضي، قد استجابت لتعريفات ترامب بتطبيق رسوماً إضافية بنسبة 125% على الواردات من أمريكا.